اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 0 صفحة : 58
ولو تنزّلنا جدلاً
وقلنا بصحّة ما ذكره النجاشي فإنّ فساد العقيدة لا ينافي الوثاقة ، وعلى هذا جرت
سير الرجاليّين الشيعة قديماً وحديثاً ؛ لعلمهم بأنّ فساد عقيدة الراوي لا دخل لها
في سلب وثاقته ، ما لم يصل ذلك الفساد إلى الكفر البواح.
وأمّا عن قول
النجاشي ، أنّه : « كان يروي عن الضعفاء » فمن الواضح أنّ هذا لا يقتضي عدم اعتبار
ما رواه الثقات. على أنّ المتّفق عليه بأنّ رواية الثقة عن الضعيف متى ما علم بأنّ
لها مخرجاً صحيحاً من طريق الثقات ، كان ذلك أمارة على صدق الرجل الضعيف وعدم
توهّمه أو اشتباهه في حدود نقله لتلك الرواية.
٣٣ ـ محمّد بن جعفر الرزّاز ، أبو العبّاس الكوفي :
هو محمّد بن جعفر
بن محمّد بن الحسن ، أبو العبّاس ، القرشي ، الرزّاز ، ثقة جليل ، من أجلاّء
ومشاهير مشايخ الكليني. وذكر أبو غالب الزراري في رسالته الشهيرة ما يدلّ بكلّ
وضوح على جلالة الرزّاز ، وسمّو قدره ، ومنزلته بين صفوف الشيعة في عصره [١].
وقد وقع في أسانيد
الكافي بعدّة عناوين ، هي : أبو العبّاس الرزّاز ، وأبو العبّاس
الرزّاز محمّد بن جعفر ، ومحمّد بن جعفر أبو العبّاس الكوفي ، ومحمّد بن جعفر
الرزّاز ، ومحمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي ، ومحمّد بن جعفر ، وأبو العبّاس الكوفي.
والمقصود من جميعها واحد إلاّفي الأخيرين ؛ لكونهما من المشتركات ما لم تكن قرينة
دالّة على إرادة الرزّاز ؛ لأنّ « محمّد بن جعفر » مشترك بين الرزّاز وشيخ الكليني
الثقة محمّد بن جعفر الأسدي ، وكذلك الحال مع إطلاق « أبي العبّاس الكوفي »
المشترك بين الرزّاز وابن عقدة ، الثقة الحافظ ، وهو من شيوخ الكليني أيضاً. ومن
الواضح أنّه لا يضرّ عدم التمييز بينهم في تلك الموارد القليلة ؛ لدوران الأمر بين
ثقات معروفين.
٣٤ ـ محمّد بن الحسن الصفّار :
قال النجاشي :
محمّد بن الحسن
بن فروخ الصفّار ... أبو جعفر الأعرج ، كان وجهاً في أصحابنا القمّيّين ، ثقة ،
عظيم القدر ، راجحاً ، قليل السقط في الرواية ـ إلى أن قال : ـ توفّي محمّد بن
الحسن