اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 0 صفحة : 30
ومن خصائص هذا
العصر التطوّر الكبير الذي شهده الخطّ العربي ، حيث استُبدِل الخطّ الكوفي المعقّد
بخطّ النسخ الرشيق السهل ، ممّا ساعد على سرعة الكتابة والاستنساخ. كما نشط
المؤلّفون في هذا العصر في علوم الشريعة الإسلاميّة وغيرها كالتفسير ، والتاريخ ،
والجغرافية ، والطب ، والهندسة ، والرياضيّات ، والفلك ، والفلسفة.
ومن معالم النشاط
الثقافي في هذا العصر ببغداد الاندفاع نحو ترجمة الكتب النفيسة من السريانيّة ،
واليونانيّة ، والفارسيّة إلى اللغة العربيّة.
ونتيجة منطقيّة
لهذه الحركة الواسعة من التأليف والترجمة طفحت حوانيت الورّاقين بالكتب ، وما أكثر
الورّاقين ببغداد في ذلك العصر ، حتّى كانت لهم سوق ببغداد تعرف بسوق الكتب.
هذا ، وقد بلغ شغف
العلماء بالكتب في عصر الكليني درجة تفوق الوصف ، بحيث أنّ قسماً منها كان يكتب
بماء الذهب ، ومنها ما يبطن بالديباج والحرير ، ومنها ما يجلّد بالأدَم الجيّد ،
وكانت مكتبة سابور بن أردشير ، وزير بهاء الدولة البويهي التي أنشأها بالكرخ من
بغداد سنة ( ٣٨١ هـ ) تضمّ الآلاف من تلك الكتب القيّمة ، ولكن الطائفيّة البغيضة
جنت على حضارة الامّة ، فأحرقت بهمجيّتها تراثها العتيد الذي شيّدته العقول
الشيعيّة ببغداد.
اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 0 صفحة : 30