362. إحياء علوم الدين‌ في أخبارِ الأَنبِياءِ عليهم السلام: إنَّ قَوما دَخَلوا عَلى يُونُسَ النَّبِيِّ عليه السلام فَأَضافَهُم، فَكانَ يَدخُلُ و يَخرُجُ إلى مَنزِلِهِ فَتُؤذيهِ امرَأَتُهُ و تَستَطيلُ عَلَيهِ و هُوَ ساكِتٌ، فَتَعَجَّبوا مِن ذلِكَ.

فَقالَ: لا تَعجَبوا، فَإِنّي سَأَلتُ اللّهَ تَعالى و قُلتُ: ما أنتَ مُعاقِبٌ لي بِهِ فِي الآخِرَةِ فَعَجِّلهُ لي فِي الدُّنيا، فَقالَ: إنَّ عُقوبَتَكَ بِنتُ فُلانٍ تَتَزَوَّجُ بِها، فَتَزَوَّجتُ بِها و أنا صابِرٌ عَلى ما تَرَونَ مِنها.[1]

2/ 17

التَّغافُلُ‌

363. الإمام عليّ عليه السلام: مَن لَم يَتَغافَل و لا يَغُضُّ عَن كَثيرٍ مِنَ الامورِ، تَنَغَّصَت عيشَتُهُ.[2]

364. الإمام زين العابدين عليه السلام‌ في وَصِيَّتِهِ لِلإِمامِ الباقِرِ عليه السلام: اعلَم يا بُنَيَّ أنَّ صَلاحَ شَأنِ الدُّنيا بِحَذافيرِها في كَلِمَتَينِ: إصلاحُ شَأنِ المَعاشِ مِل‌ءُ مِكيالٍ ثُلُثاهُ فِطنَةٌ و ثُلُثُهُ تَغافُلٌ؛ لِأَنَّ الإِنسانَ لا يَتَغافَلُ عَن شَي‌ءٍ[3] قَد عَرَفَهُ فَفَطِنَ لَهُ‌[4].[5]

[1] إحياء علوم الدين: ج 2 ص 51.

[2] غرر الحكم: ح 9149.

[3] هكذا و الظاهر أنّ الصحيح:« لا يتغافل إلّا عن شي‌ء».

[4] في المصدر:« فيه» بدل« له» و ما في المتن أثبتناه من بعض نسخ المصدر.

[5] كفاية الأثر: ص 240 عن عثمان بن خالد، تحف العقول: ص 359 عن الإمام الصادق عليه السلام، نزهة الناظر: ص 100 ح 18، كشف الغمة: ج 2 ص 362، الدرة الباهرة: ص 28 و الثلاثة الأخيرة عن الإمام الباقر عليه السلام و كلّها نحوه و ليس فيها ذيله، بحار الأنوار: ج 78 ص 188 ح 33؛ البيان و التبيين: ج 1 ص 84 عن الإمام الباقر عليه السلام نحوه.