قد يثار سؤال حول توبة اللّه مفاده: إِذا نُسبت التوبة إِلى العبد المذنب جاءت بمعنى الرجوع من الذنب، فما معناها إِذا نُسبت إِلى اللّه، وقيل:" تاب اللّه عليه" و" هو التوّاب"؟
قيل في الجواب: تاب اللّه عليه: غفر له وأَنقذه من المعاصي[2]، أَو وفّقه للتوبة[3]، أَو عاد عليه بالمغفرة، أَو يتوب على عبده بفضله إِذا تاب إِليه من ذنبه.[4] إِنّنا نعلم أَنّ المؤمنين والصالحين من عباد اللّه يحظون بعناية خاصّة من لدنه تعالى، لكنّ العبد إِذا اجترح سيّئةً فإنّ هذه العناية تُسلَب منه، في حين إِذا تاب ورجع عن ارتكابالذنب فإنّاللّه سبحانه يعود إِليه أَيضا، وعَودُاللّه إِلى التائب بمعنى قبوله توبته، وعفوه عنه، ومغفرته له، وشموله بعناياته الخاصّة مرّةً أُخرى.
قال العلّامة الطباطبائي قدسسره في تفسير قوله تعالى:" فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ":
[1] راجع: التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام: ص 224 ح 105، بحارالأنوار: ج 11 ص 191 ح 47.