responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حكم النبى الأعظم المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 502

قُلوبِ المُؤمِنينَ أنوَرُ مِنَ الشَّمسِ المُضيئَةِ بِالنَّهارِ؛ وهُم وَاللّهِ يُنَوِّرونَ قُلوبَ المُؤمِنينَ، ويَحجُبُ اللّهُ عز و جل نورَهُم عَمَّن يَشاءُ فَتُظلِمُ قُلوبُهُم؛ وَاللّهِ يا أبا خالِدٍ لا يُحِبُّنا عَبدٌ ويَتَوَلّانا حَتّى يُطَهِّرَ اللّهُ قَلبَهُ.[1]

فمن وحي هذا الكلام نعرف أنّ الإمام كالشَّمس الساطعة تشعُّ على الباطن الخافي للعالم أَكثر ممّا تشعّه الشَّمس المحسوسة، وتُنير ملكوت السَّماوات والأَرض وسرائر المؤمنين. وهذا النور لا يُبيّن طريق السير والسلوك لهم فحسب، بل يرافقهم حتّى بلوغ الهدف.

بعبارة أُخرى: كما أنّ الشَّمس المحسوسة فضلًا عن إِضاءتها تؤثّر في التكامل المادّي للإنسان تكوينيّا، فإنّ الشمس المعنويّة للإمام مضافا إلى إِرشادها التشريعيّ تؤثّر في التكامل المعنويّ للإنسان تكوينيّا أَيضا.

أَطلق القرآن الكريم كلمة" الإمام" على مَن له درجات القرب، وكان أَميرا لقافلة أَهل الولاية، وحافظا لارتباط الإنسانية بهذه الحقيقة، فالإمام هو الّذي اصطفاه اللّه سبحانه للسير بصراط الولاية قُدما، وهو الّذي أَمسك بزمام الهداية المعنوية، وعندما تشعُّ الولاية في قلوب العباد فإنّها أَشعة وخطوط ضوئيّة من منبع النور الّذي عنده، والمواهب المتفرّقة روافد متصلة ببحره اللامتناهي.[2] إنّ العلّامة الطباطبائيّ رضوان اللّه عليه يقول في هذا الشأن:

وبالجمله فالإمام هادٍ يهدي بأَمر ملكوتيّ يصاحبه، فالإمامة بحسب الباطن نحو ولاية للنَّاس في أَعمالهم، وهدايتها إيصالها إيّاهم إلى المطلوب بأَمر اللّه دون مجرّد إراءة الطريق الذي هو شأَن النبيّ والرسول وكلّ مؤمن يهدي إلى اللّه سبحانه‌


[1] الكافي: ج 1 ص 194 ح 1، تفسير القمّي: ج 2 ص 371، مختصر بصائر الدرجات: ص 96، بحار الأنوار: ج 23 ص 308 ح 5.

[2] خلافت و ولايت( بالفارسية): ص 380.

اسم الکتاب : حكم النبى الأعظم المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 502
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست