اسم الکتاب : حكم النبى الأعظم المؤلف : محمدی ریشهری، محمد الجزء : 1 صفحة : 461
هذا الشكل المتداول، بل هو ميثاق فطرة الإنسان مع اللّه تعالى، واعترافه بربوبيّة اللّه الأَحد هو تلك المعرفة التي أَودعها اللّه في فطرة البشر وثبّتها.
الطائفة الثالثة: النصوص التي تدلّ على أنّ طبيعة الإنسان بنحو أنّه إِذا مُنيَ بربقة المصائب والشدائد زالت موانع المعرفة من بصيرته وفي هذه الحالة يشعر بكلّ وجوده حقيقة اللّه سبحانه وتعالى، ويمدّ يد الفاقة إِلى ذلك الغنيّ. ومحصّلة الآيات القرآنيّة في هذا المجال وردت في كلام نورانيّ للإمام العسكريّ عليه السلام، فقد قال سلام اللّه عليه:
لهذه الفطرة معنيان: الفطرة العقليّة، والفطرة القلبيّة.
إِنّ القصد من فطرة معرفة اللّه العقليّة هو: أنّ اللّه سبحانه خلق عقل الإنسان بشكل يكون التوجّه إِلى الوجود والنظام المسيطر عليه باعثا على إِيجاد الاعتقاد بوجود اللّه ذاتيّا وبلا حاجة إِلى الاستدلال.
أمّا الفطرة القلبية لمعرفة اللّه تعني: أنّ اللّه سبحانه قد جعل معرفته في قلب الإنسان وروحه بحيث لو ارتفعت الحجب وأُزيلت الحواجز، تجلّت تلك المعرفة الأصيلة، فيجد الإنسان نفسه في رحاب الخالق.
بناءً على هذا، فإنّ التفاوت بين المعرفة الفطريّة العقليّة والقلبيّة، كالفرق بين العلم والوجدان، أو كالفرق بين الإيمان واليقين.