اسم الکتاب : حكم النبى الأعظم المؤلف : محمدی ریشهری، محمد الجزء : 1 صفحة : 276
كلام حول طلب العلم للّه
لقد نقلت بعض الأحاديث مقابل أحاديث هذا الباب، وكذلك أحاديث الباب الأوّل من آداب التّعلّم الّتي تؤكّد الإخلاص في النيّة، واجتناب التّعلّم بدوافع غير إلهيّة، يبدو أنّها معارضة لهذه الأحاديث وهذه الأحاديث هي:
مَن طَلَبَ العِلمَ لِغَيرِ اللّهِ لَم يَخرُج مِنَ الدُّنيا حَتّى يَأتِيَ عَلَيهِ العِلمُ فَيَكونَ للّه. ومَن طَلَبَ العِلمَ للّه فَهُوَ كَالصّائِمِ نَهارَهُ وَالقائِمِ لَيلَهُ. وإنَّ باباً مِنَ العِلمِ يَتَعَلَّمُهُ الرَّجُلُ خَيرٌ مِن أن يَكونَ لَهُ أبو قُبَيسٍ ذَهَباً فَأَنفَقَهُ في سَبيلِ اللّهِ تَعالى.[1] إنَّ الرَّجُلَ لَيَطلُبُ العِلمَ وما يُريدُ اللّهَ، فَما يَزالُ بِهِ العِلمُ حَتّى يَجعَلَهُ للّه عز و جل.[2]
إنّ هذه الأحاديث وإن لم يكن لها اعتبار لازم للتعارض، بَيْد أنّ التأمّل في مضمونها يفيد عدم وجود تعارض، وذلك أنّ هذه الأحاديث لا تريد أن تدعو الناس إلى الرياء في طلب المعارف الدينيّة أو تقلّل من دور الإخلاص في بركات تحصيل العلم، بل تشير إلى نقطة دقيقة بالغة الأهميّة، وهي أنّ أحد معطيات المعارف الإسلاميّة وبركاتها حثّ طالب العلم على الإخلاص. وكم هم الّذين