«و أُولئِك هُمُ الظَّالِمُونَ و أُولئِك هُمُ الْفاسِقُونَ» [2]، فنقمنا عليه أشياء عملها؛ فأردنا أن يختلع من عملنا فلم يفعل، فقتله من قتله من النَّاس.
فغضب معاوية بن حُدَيْج، فقدمه فضرب عنقه، ثُمَّ ألقاه في جوف حمار، و أحرقه بالنَّار.
قال: فلمَّا بلغ خبر شهادته عليّا 7، حزن على مُحَمَّد بن أبي بَكر حَتَّى رئي ذلك فيه، و تبيَّن في وجهه، و قام في النَّاس خطيباً، فحمد اللَّه و أثنى عليه ثُمَّ قال:
«ألا وإنَّ مصر قد افتتحها الفجرة أولياء الجور والظُّلم، الَّذين صدّوا عن سبيل اللَّه، وبغوا الإسلام عِوَجاً، ألا وإنَّ مُحَمَّدبن أبي بَكر قد استشهد- (رحمه الله)- فعند اللَّه نحتسبه، أما واللَّه لقد كان ما علمت ممّن ينتظر القضاء ويعمل للجزاء، ويبغض شكل الفاجر، ويحبّ هَين المُؤمن، وإنّي واللَّه، ما ألوم نفسي على تقصير ولا عجز، وإنِّي بمقاساة الحرب لجدّ بصير، وإنِّي لأقدم على الأمر، وأعرف وجه الحزم، وأقوم بالرَّأي المصيب، فأستصرخكم معلناً، وأناديكم نداء المستغيث معرباً، فلا تسمعون لي قولًا، ولا تطيعون لي أمراً، تصيّرون الأمور إلى عواقب المساءة، فأنتم القوم لا يدرك بكم الثَّار، ولا تنقض بكم الأوتار، دعوتكم إلى غياث إخوانكم منذ بضعٍ وخمسين يوماً، فجرجرتم عليّ جرجرة الجمل الأشدق، وتثاقلتم إلى الأرض تثاقل من ليس له نيّة في جهاد العدوّ، ولا رأي له في اكتساب الأجر، ثُمَّ خرج إليّ منكم جنيدٌ متذائبٌ ضعيفٌ، كأنَّما يساقون إلى الموت وهم ينظرون، فأُفٍ لكم.