فأقبل، فعزله وأغرمه ثلاثين ألفا، ثُمَّ تركها لصَعْصَعة بن صُوحان بعد أن أحلفه عليها، فحلف، وذلك أنَّ عليَّاً دخل على صَعْصَعة يعوده، فلمّا رآه عليّ، قال:
«إنَّكَ ما عَلِمْتُ حَسنَ المعونة خفيف المؤونة»[1].
فقال صَعْصَعة: وأنتَ واللَّهِ، يا أميرَ المُؤمِنينَ عليم، وأنَّهُ في صدرك عظيم.
فقال له عليّ: «لا تَجعَلْها أبّهَةً علَى قَومِكَ أَنْ عادَكَ إمامُكَ».
قال: لا، يا أمير المؤمنين، ولكنَّه مَنٌّ مِنَ اللَّهِ علَيَّ أن عادني أهلُ البيت، وابنُ عمّ رسول ربّ العالمين.
قال: غياث، فقال له صَعْصَعة: يا أمير المؤمنين، هذه ابنة الجارود، تعصر عينيها كلَّ يوم لحبسك أخاها المُنْذِر، فأخرجه، وأنا أضمن ما عليه في أعطيات ربيعة.
فقال له عليّ: «ولِمَ تَضمَنْها، وزَعَم لنا أنَّهُ لَم يأْخُذها، فليحلِفْ ونُخرجُهُ».
فقال له صَعْصَعة: أراه واللَّه سيحلف.
____________
[1] في المصدر: «حسن المونة خفيق المؤونة» والصحيح ما أثبتناه.