responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكاتيب الأئمة(ع) المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 378

فكتب علي 7 إليه جواباً عن كتابه:

«من عبْد اللَّه عليٍّ أميرالمؤمنين إلى معاوية بن أبي سُفْيَان.

أمَّا بعدُ، فَقَدْ أَتَتْنِي منْك مَوْعِظَةٌ مُوَصَّلَةٌ، ورِسَالَةٌ مُحَبَّرَةٌ، نَمَّقْتَهَا بِضَلالِك، وأَمْضَيْتَهَا بِسُوءِ رَأْيِك، وكِتَابُ امرئ لَيْسَ لَه بصَرٌ يَهْدِيه، ولا قائِدٌ يُرْشِدُه، دَعاهُ الهَوى‌ فأجَابَه، وقَادَه الضَّلالُ فاتَّبَعَه، فَهَجَر لاغِطاً، وضَلَّ خابِطاً.

فأمَّا أمْرُك لي بالتَّقْوى فأرْجُو أنْ أكونَ من أهْلِها، وأسْتَعِيذُ باللَّه من أنْ أكونَ من الَّذين إذا أُمِروا بها أَخَذَتْهُم العِزَّةُ بالإثْم.

وأمَّا تَحْذِيُرك إيَّاي أنْ يَحبَطَ عَمَلي وسابِقَتِي في الإسلام، فلَعَمرِي، لو كنْتُ البَاغِي علَيْك لكَان لَك أنْ تُحْذِّرَنِي ذلِك، ولكنِّي وَجَدْتُ اللَّه تعالى يقول: «فَقَتِلُوا الَّتِى تَبْغِى حَتَّى‌ تَفِى ءَ إِلَى‌ أَمْرِ اللَّهِ» [1]، فَنَظَرْنا إلى الفِئَتَيْن، أمَّا الفِئَة الباغِيَةُ فَوَجَدْناها الفِئَةَ الَّتي أنْتَ فيْها، لأنَّ بَيْعَتي بالمَدِيْنة لَزِمَتْك وأنْتَ بالشَّام، كمَا لَزِمَتْك بَيْعَةُ عُثمان بالمَدينة وأنْتَ أمِيرُ لَعُمَرَ علَى الشَّام، وكما لَزِمَتْ يَزِيدَ أخاكَ بَيْعَةُ عُمَرَ، وهو أميرٌ لأبي بَكْرٍ على الشَّام.

وأمَّا شقُّ عَصا هذِه الأمَّة فأنَا أحَقُّ أنْ أنْهاك عنْه.

فأمَّا تَخْوِيفُك لي مِن قَتْل أهْلِ البَغْي، فإنَّ رسول اللَّه 6 أمَرَنِي بقِتالِهم وقَتْلِهم، وقال لأصحابه:

إنَّ فيْكم مَن يُقَاتِل علَى تَأوِيل القُرآن كمَا قاتَلْتُ علَى تَنْزِيْلِة.

وأشارَ إليَّ وأنَا أوْلى‌ مَنِ اتَّبَعَ أمْرَه.

وأمَّا قولُك: إنَّ بَيْعَتي لمْ تَصِحَّ لأنَّ أهْلَ الشَّام لم يدْخُلُوا فيْها؛ كيْفَ وإنَّما هي‌


[1] الحجرات: 9.

اسم الکتاب : مكاتيب الأئمة(ع) المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست