فاقْسِمُ باللَّهِ، أنْ لَو تُبْدِي الأيَّامُ عَن صَفْحَتِكَ، لَنَشَب فِيْكَ مِخْلَبُ لَيْثٍ هَصُوُرٍ، لا يَفُوتُهُ فَرِيسَةٌ بالمُراوَغَةِ، كيفَ وأنَّى لَكَ بِذلِكَ، وأنْتَ قَعِيدَةُ بِنْتِ البِكْرِ المُخَدَّرَة، يَفْزَعُها صَوْتُ الرَّعْدِ، وأنَا عليُّ بن أبِي طالِب، الَّذِي لا أُهَدَّدُ بالقِتالِ، ولا أُخَوَّفُ بالنِّزالِ، فإن شِئْتَ يا مُعاوِيَةُ فابْرزْ، والسَّلام».
فلمَّا وَصَل هذا الجواب إلى معاوية بن أبي سُفْيَان، جَمَع جماعة من أصحابه، و منهم عَمْرو بن العاص، فَقَرَأه علَيْهم، فقال لَه عمرو: قدْ أنْصَفك الرَّجل، كم رجل أحسن في اللَّه قدْ قتل بينكما، ابْرُزْ إليْهِ.
فقال له: أبا عَبدِ اللَّهِ أخطأتَ استَكَ الحُفرَةَ، أنَا أبْرز إليه، مع علمي أنَّه ما برز إليه أحد قَطُّ إلَّا و قتله، لا و اللَّهِ، و لكنِّي سأبْرِزُكَ إليهِ. [2]
[1] في المصدر: «العربية» و التصويب من بحار الأنوار.
[2]. كنز الفوائد: ج 2 ص 42، بحار الأنوار: ج 33، ص 127.