responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكاتيب الأئمة(ع) المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 338

«مُقدِّمتي تأتي مِن ورائي؟»

فتقدَّم إليه زياد و شُرَيْحُ فأخبراه بالرَّأي الَّذي رأيا، فقال:

«قد أصَبتُما رُشدَكُما»

. فلمَّا عَبَر الفرات قدَّمهما أمامَهُ نحو مُعاوَيِةَ، فلمَّا انتَهوا إلى معاوية، لقيهم أبو الأعْوَر السَّلميّ في جند أهل الشَّام، فدعَوهم إلى الدُّخول في طاعة أمير المؤمنين فأبوا، فبعثوا إلى عليّ: إنّا قد لقينا أبا الأعْوَر السَّلميّ بِسُور الرُّوم في جند من أهل الشَّام، فدعوناه و أصحابه إلى الدُّخول في طاعتك فأبَوا علينا، فمرنا بأمرك.

[أ لا ترى مدح أمير المؤمنين 7 الأشْتَر بقوله:

«لا يُخافُ رَهَقُهُ»

، و الرَّهَقُ مُحَرَّكَةٌ:

السَّفَهُ و رُكوبُ الشَّرّ، و الظُّلم و غشيانُ المَحارِمِ إنْ كانَ مَصْدَراً، و أمّا إن كانَ اسماً من الإرهاقِ فَهُو بمعنى حَمْلِ الإنسانِ علَى ما لا يُطِيقُ، و على‌ التُّهمةِ و الإثْمِ، أي لا يخاف أن يغشى المحارِمَ و يظلمَ النَّاسَ و يَخُونَ المُسلِمينَ، أو يحملهم على ما لا يُطيقون، يعني أنَّه مأمون من هذه الجهات، كما أنَّ قوله 7

«ولا سِقاطِهِ»

بالكسر:

يعني العثرةَ و الزلّة يدلّ، على أنَّ الأشْتَر مأمون أيضاً من جهة عثاره، فهو مأمون من أن يرتكب شيئاً فيه الإثْمُ و الفسادُ عمداً و خطأً، كما أنَّ قوله 7:

«و لا بُطؤهُ عمَّا الإسراعُ إليهِ أحزَمُ»

، يفيد كمال العقل و التدبير في الحرب، بحيث صار مأموناً عن الإبطاء إذا كان الإسراع موافقاً للحزم و الاحتياط، أو الإسراع فيما كان الإبطاءُ فيه موافقاً للحزم و الاحتياط.

هذه الأوصاف الَّتي وصف بها الأشْتَر تقرب من أوصاف العصمة، كما أنَّهُ 7 أوصاه عند إرسالِهِ إلى مِصرَ فقال:

«فاخرُجْ فإنّي لَم أُوصِكَ اكتفيت برَأيكَ»

].

اسم الکتاب : مكاتيب الأئمة(ع) المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست