اربِطْ حِمارَكَ لا يُنزَعْ سَوِيَّتهُ * * * إذاً يُرَدُّ و قَيْدُ العَيْرِ مَكرُوبُ
لَيْسَتْ تَرى السِّيدُ زَيْداً في نُفُوسِهِمُ * * * كما تَراهُ بَنو كُوزٍ و مَرْهُوبُ
إنْ تَسألُوا الحَقَّ يُعطَى الحَقَّ سائِلُهُ * * * و الدِّرْعُ مُحْقَبَةٌ و السَّيْفُ مَقْرُوبُ
أو تَأْنَفُونَ فَإِنَّا مَعْشَرٌ أُنُفٌ * * * لا نَطعَمُ الضَّيمَ إنَّ السمَّ مَشرُوبُ
قال: و أمر عليّ 7 النَّاس، فوُزِّعوا عن القتال، حَتَّى تأخذ أهل المصافّ مصافّهم، ثُمَّ قال:
«أيُّها النَّاسُ، هذا مَوقِفٌ من نَطُف فيهِ نَطُفَ يَومَ القِيامَةِ، ومَنْ فَلَجَ فيهِ فلَجَ يَومَ القِيامَةِ»
. ثم قال عليٌّ، لمّا نزل مُعاويةُ بصِفِّين:
لَقدْ أتاكُم كاشِراً عَن نابِهِ * * * يُهَمِّطُ النَّاسَ علَى اعْتزابِهِ
فليأتِنا الدَّهر بِما أتى بِهِ
* * *
و كتب عليّ إلى معاوية:
فإنَّ لِلحرَبِ عُراماً شَرَرا * * * إنَّ عَلَيها قائِداً عَشَنْزَرا
يَنصِفُ مَن أجْحَر أو تَنَمَّرا * * * علَى نَواحِيها مِزَجّاً زَمْجَرا
إذا ونَيْنَ ساعَةً تغَشْمَرا
و قال أيضاً:
أ لَمْ تَرَ قَومِي إذ دَعاهُمْ أَخوهُمُ * * * أجابُوا و إنْ يَغضَبْ علَى القَوْمِ يَغْضَبُوا
هُمُ حَفَظُوا غَيبِي كما كُنْتُ حافِظاً * * * لِقَومِيَ أُخرى مِثْلَها إذْ تَغيَّبُوا
بَنو الحَرْبِ لَم يَقْعُدْ بِهِم أُمَّهاتُهُم * * * و آباؤهُمْ آباءُ صِدْقٍ فأَنجَبُوا.
فَتراجَعَ النَّاس إلى مُعسكَرِهِم، و ذهب شبابٌ من النَّاس و غِلمانِهِم يَستَقونَ، فمنعَهُم أهلُ الشَّام. [1]
[1]. وقعة صفّين: ص 156، بحار الأنوار: ج 32 ص 414 ح 434؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 3 ص 213 نحوه مع اختلاف يسير.