والَّذِي أنْكَرْتَ من إمامَة محَمَّد 6، زَعَمْتَ أنَّه كانَ رَسُولًا، ولَمْ يكن إمامَاً، فإنَّ انْكارَك علَى جَمِيْع النَّبِيِّين الأئمَّة، ولَكِنَّا نَشْهَدُ أنَّه كانَ رَسُولًا نَبِيَّاً إماماً، صَلَّى اللَّه علَيْه وآلِهِ، ولِسانُك دَلِيلٌ على ما في قَلْبِك، وقال اللَّه تعالى: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَنَهُمْ* وَلَوْ نَشَآءُ لَأَرَيْنَكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَهُمْ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَلَكُمْ» [1].
ألا وقد عَرَفْناك قَبْلَ اليَوْم، وعَداوَتَكَ وحَسَدَكَ ومَا في قَلْبِك من المَرَض الَّذِي أخْرَجَهُ اللَّهُ.
والَّذِي أنْكَرْتَ مِن قَرابَتي وحَقِّي، فإنَّ سَهْمَنا وحَقَّنا في كتاب اللَّه قَسَمَه لَنا مَع نَبِيِّنا فقال: «وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مّن شَىْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ووَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى» [2]، وقال: «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ» [3] أوَ لَيْس وَجَدْتَ سَهْمَنا مَع سَهْم اللَّه ورَسُولِه، وسَهْمَك معَ الأبْعَدِين لا سَهْمَ لَك إنْ فارَقْتَه، فَقَدْ أثْبَتَ اللَّه سَهْمَنا وأسْقَطَ سَهْمَك بِفِراقِك.
وأنْكَرْتَ إمامَتِي ومُلْكِي، فهَل تَجِدُ في كتاب اللَّه قوله لِآل إبراهيم: واصْطَفاهُم علَى العالَمِين [4]، فهُو فَضَّلَنا على العالَمِين، أوَ تَزْعَمُ أنَّكَ لَسْتَ مِنَ العالَمِينَ، أوَ تَزْعَم أنَّا لَسْنا مِن آلِ إبْراهيم، فإنْ أنْكَرْتَ ذلِك لَنا فَقَدْ أنْكَرْتَ محمَّداً 6، فهو منَّا ونَحْنُ منْهُ، فإنْ اسْتَطَعْتَ أنْ تُفَرِّقَ بَيْنَنا وبَيْن إبراهيمَ (صلوات الله عليه)، وإسماعِيلَ
[1] محمّد: 29 و 30.
[2] الإسراء: 26.
[3] الإسراء: 26.
[4] اقتباس من الآية 33 من سورة آل عمران: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَ نُوحًا وَ ءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَ ءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ».