عليّ بن أبي طالب 7، و هو المأمون على الدِّين و الدُّنيا، و قد كان من أمره و أمر عدوّه ما نحمدُ اللَّه عليه، و قد بايعه النَّاس الأوَّلون من المهاجرين و الأنصار و التَّابعين بإحسان، و لو جعل هذا الأمر شورى بين المسلمين كان أحقَّهم بها، ألا و إنَّ البقاء في الجماعة، و الفناء في الفرقة، و إنَّ عليّا حاملكم على الحقّ ما استقمتم، فإن ملتم أقام ميلكم. فقال النَّاس: سمعاً و طاعةً، رضينا رضينا.
ثُمَّ نقل ما جرى من شعر ابن أخت جَرِير، و خطبة زحر بن قَيْس، و شعر جَرِير، نصَّ فيه أنَّ عليّا 7 هو وصيّ النَّبيّ 6 و أشعار من غيرها.
قال نصر: فقبل الأشْعَث البيعة و سمع و أطاع، و أقبل جَرِير سائراً من ثغر همدان حَتَّى ورد عليّ 7 الكوفة فبايعه، و دخل فيما دخل فيه النَّاس من طاعته و لزوم أمره. [2]
أقول: لكنَّ في أشعار ابن أخت جَرِير إيحاء إلى اتهامه جَرِيراً بعدم الإخلاص له، و ميله إلى العثمانيين.
قال ابن أبي الحديد: قالوا: و كان الأشْعَث بن قَيْس الكِنْديّ، و جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلِيّ يبغضانه، و هدم عليّ 7 دار جَرِير بن عبد اللَّه.
قال إسماعيل بن جَرِير: هدم عليّ دارنا مرَّتين.
[1]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 3 ص 70، وقعة صفّين: ص 15، الفتوح: ج 2 ص 500، الإمامة و السياسة: ج 1 ص 110، جمهرة رسائل العرب: ج 1 ص 336 الرقم 372؛ بحار الأنوار: ج 32 ص 359 ح 339.
[2]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 3 ص 71- 74.