responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 534

الحجّة الخامسة

البرهان الذي تفرّد به بعض الأفاضل، وتقريره يستدعي تمهيد [مقدّمتين‌]:

[مقدّمة اولى‌]: هي أنّ الأحكام والأحوال النفس الأمريّة الجارية على الاعتبارات العقليّة والامور الانتزاعيّة لا تكون‌[1] في الحقيقة أحكاماً وأحوالًا لتلك الاعتبارات العقليّة والامور الانتزاعيّة نفسها بل أحكاماً وأحوالًا لمبادئ انتزاعها ومصداقاتها.

قال بعض المحقّقين من العارفين في شرحه للزوراء: العقل قد يخترع معاني يستعين بها في تفهّم أنحاء بسيطة خارجيّة، وتلك المعاني تسمّى‌[2] اعتبارات منسوبةً إلى نفس الأمر؛ لأنّك إذا وقفت منها على مفهوماتها على أنّها مشيرة إلى أنفسها كانت اعتباريّة؛ لأنّها حينئذٍ طبائع معقولة يمتنع وجودها واتّصاف شي‌ء بها كشريك الباري واجتماع النقيضين، وإن تجاوزت بها إلى ذلك النحو البسيط الخارجي الذي يشير إليه العقل بذلك المعنى يُحسَب كأنّه اضمحلّ ذلك المعنى من نحو نفسه من البين، وبقيت ناظراً إلى ذلك النحو البسيط الخارجي مستعيناً به عليه كان حقّاً مطابقاً لنفس الأمر، وهذه الصور هي التي سمّيناها صوراً انتزاعيّة ومعقولات ثانية، إلّاأنّا تكلّمنا عليها من نحو الخارج فجعلناها محاذية للطبائع الخارجيّة، ولم نجعل لها طبائع مخصوصة هي طبائعها، ولكن متى نظر إليها من نحو العقل، وجد لها طبائع مخصوصة، ووجد العقل يربط تلك الطبائع إلى الأشياء ربطَ العارض بالمعروض، كقولك: الإنسان أبيض، ولكن لا يقصد بذلك أنّ ذلك كذلك حاصل في نفس الأمر؛ فإنّه يستحيل أن يوجد طبيعة هي الشي‌ء مثلًا عارضة لما هو شي‌ء كما مرّ متبيّناً، ولكنّه يستعين بذلك على أداء حالة بسيطة خارجيّة، كما يستعين مثلًا بمفهوم الابتداء في تفهّم معنى «من» فينبغي أن يترك الأداء ويتجاوز إلى المؤدّى.

وإذا عرفت هذا يتبيّن لك أنّ الزائد العقلي لا يتّصف به شي‌ء في نفس الأمر، وإنّما يصف العقل الأشياء به تفهيماً، وإشارة إلى نحو بسيط خارجي.


[1]. في النسخة:« لا يكون».

[2]. في النسخة:« يسمّى».

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 534
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست