responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 489

قال: فأطرَقَ مَلِيّاً، ثمَّ قال: أشهد أن لا إله إلّااللَّه وحده لا شريكَ له، وأنَّ محمّداً عبدُه ورسولُه وأنّك إمامٌ وحُجَّةٌ من اللَّه على خلقه، وأنا تائبٌ ممّا كنتُ فيه.

أن ينتهي إلى مدبّر مجرّد واجب بالذات؛ لاستحالة الدور والتسلسل، أو لوجوه اخر قد مرّ تفصيلها، هذا.

وقوله: (فأطرق مَلِيّاً) بفتح الميم وكسر اللام وتشديد الياء المثنّاة من تحت، أي طويلًا من الزمان ليتفكّر في ما ذكر، ويتعرّف الحقّ.

وإنّما أخذ عليه السلام يستدلّ من المحسوسات- التي لا يشكّ فيها ذو حاسّة- على المبدأ الأوّل في الكلام مع الزنادقة، ولم يستعمل المقدّمات الكلّيّة البرهانيّة من غير التفات إلى المحسوسات؛ لأنّهم ما كانوا يقبلون ما لا يدركون بحاسّتهم، أو لا يكون من المتقرّرات في أذهانهم، كما فيما رواه الصدوق في كتاب التوحيد بإسناده عن عليّ بن منصور عن هشام بن الحكم أنّه دخل أبو شاكر الدَيَصاني على أبي عبد اللَّه عليه السلام ثمّ قال: ما الدليل على حدوث العالم؟ فقال أبو عبد اللَّه: «نستدلّ عليه بأقرب الأشياء» وقال: وما هو؟ قال: فدعا أبو عبداللَّه عليه السلام ببيضة فوضعها على راحته فقال: «هذا حصن ملموم داخله غِرْقِئٌ رقيق نظيف، فيه‌[1] فضّة سائلة وذهبة مائعة، ثمّ تنفلق عن مثل الطاووس، أدخلها شي‌ء؟» قال: لا، قال:

«فهذا الدليل على حدوث العالم».

قال: أخبرتَ فأوجزتَ، وقلتَ فأحسنتَ، وقد علمتُ أنّا لا نقبل إلّاما أدركناه بأبصارنا، أو سمعناه بآذاننا، أو شممناه بمناخرنا، أو أذقناه بأفواهنا، أو لمسناه بأكفّنا، أو يصوّر في القلوب بياناً، أو استنبطه بالروايات‌[2] إيقاناً.

قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «ذكرت الحواسّ الخمس وهي لا تنفع شيئاً بغير دليل، كما لا يُقطع‌


[1]. في المصدر:« لطيف به». وفي الأمالي والإرشاد:« تطيف به».

[2]. في المصدر:« الرويات». وفي بعضه نسخه:« الروايات».

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست