responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البضاعة المزجاة المؤلف : ابن قاریاغدی، محمد حسین    الجزء : 2  صفحة : 582

إذا عرفت هذا فنقول : لعلّ المراد أنّ الناس مختلفون في الاستعدادات والقابليّات، والعقول والأخلاق، كاختلاف المعادن؛ فإنّ بعضها ذهب، وبعضها فضّة، وبعضها غير ذلك، فمن كان يظهر منه في الجاهليّة آثار العقل والإنصاف والمروّة والأخلاق المرضيّة، فهو يسرع إلى قبول الحقّ في الإسلام، ويتّصف بمعالي الأخلاق، ويجتنب عن الأوصاف الرذيلة والأعمال الدنيّة بعد المعرفة بها . ويحتمل أن يكون المراد أنّ الناس متفاوتون في شرافة النسب والحسب كاختلاف المعادن ؛ فمن كان في الجاهليّة من أهل بيت شرف ورفعة، فهو في الإسلام أيضا يكون من أهل الرفعة والشرف بقبول الدِّين وانقياد الحقّ والتخلّق بكرائم الأخلاق ، فشبّههم عليه السلام باعتبار قابليّتهم واستعدادهم في الجاهليّة بما يكون في المعدن قبل استخراجه، وبعد دخولهم في الإسلام بما يظهر من كمال المعدنيّات، ونقصها بعد العمل فيها . وقيل : المراد أنّ فيهم مبدأ الإيمان والكفر، وأصل الطاعة والمعصية، وغير ذلك من الخواصّ والآثار، والخيرات والشرور، وهي فيه كالنخلة في النواة، والنار في الحجر ، كما أنّ في المعادن ذهبا وفضّة، وجيّدا ورديئا ، كلّ ذلك يظهر بالتمحيص والتجربة والامتحان . وهذا الوجه قريب بما ذكرناه أوّلاً . وقيل : لعلّ المراد أنّ من له في علم اللّه أصل الإيمان، ومادّته في الجاهليّة، فله ذلك بعد الإسلام، وهو يؤمن به ، ومن له مادّة الكفر فيها، فله ذلك بعده، وهو يكفر به . والغرض إظهار البُعد بين حال المؤمن وحال الكافر . قال : ويمكن أن يكون ذلك إشارة إلى تقدّم بني هاشم على غيرهم في الشرف والمنزلة في الجاهليّة والإسلام؛ فإنّ شرفهم في الجاهليّة أيضا مشهور، فمكارم أخلاقهم لا يدفعها دافع . {-4-}

متن الحديث الثامن والتسعين والمائة


[1] قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج 12 ، ص 218 .

اسم الکتاب : البضاعة المزجاة المؤلف : ابن قاریاغدی، محمد حسین    الجزء : 2  صفحة : 582
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست