responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ المؤلف : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 320

وحذّر الاُمّة من أن تترك اُمور دينها تقع في يوم من الأيّام بيد رجال هذه العشيرة ، أو أن تكون قيم هذا الدين ومثله العليا لعبة بأيديهم يعبثون بها كيفما شاؤوا [1] . على الجانب الآخر من المشهد ، حرص رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ من خلال التركيز على طرح «أهل البيت» كاُناس مطهّرين ، وثلّة معصومة نقيّة من المثالب والعيوب ـ أن يسجّل للاُمّة خطّ الإمامة المعصومة ، والقيادة النزيهة للمستقبل [2] . وكان لآية التطهير الدور العظيم في بيان فضائل «آل اللّه » والكشف عن مناقبهم ومنزلتهم الرفيعة ، وعلى هذا الضوء يتبيّن أنّ السرّ من وراء كلّ هذه الجهود النبويّة في الكشف عن مقصود الآية وتحديد مرادها ، وكذلك ما بذله الأئمّة عليهم السلامعلى هذا الصعيد ، وأيضاً ما قام به الاُمويّون في المقابل ومفسّروا البلاط من سعي هائل لصرف الآية عن «آل اللّه » أو إشراك الآخرين معهم في هذه الفضيلة على أقلّ تقدير ، إنّما يكمن في مفهومها الرفيع ، وما تنطوي عليه من دلالة قاطعة على طهارة الإمام أمير المؤمنين وعصمته ، ومن ثَمّ عصمة أهل البيت بالضرورة . ولم تكن هذه الآية وحدها في الميدان ، فبالإضافة إلى آية التطهير والجهود النبويّة الحثيثة التي بذلها رسول اللّه صلى الله عليه و آله في إبلاغها وتطبيقها على أهل البيت عليهم السلام ، توالت إلى جوارها روايات كثيرة نعت فيها النبيّ عليّ بن أبي طالب بالصدق والطهارة والنقاء والتزام


[1] لمزيد الاطّلاع على تفسير الآية وتحذير النبيّ صلى الله عليه و آله راجع : شرح نهج البلاغة : ج9 ص218 ، حيث نقل ابن أبي الحديد ذلك عن المفسّرين ، وقد ذكر في ج15 ص175 : أ نّه لا خلاف بين أحد في أ نّه تعالى وتبارك أراد بها بني اُميّة . وتاريخ الطبري : ج10 ص58 والنزاع والتخاصم : ص79 وتفسير القرطبي : ج10 ص286 وفتح القدير : ج3 ص239 والدرّ المنثور : ج5 ص310 وتفسير نور الثقلين : ج3 ص179 وغير ذلك .

[2] راجع : معالم الفتن : ج1 ص43 ـ 121 . وقد استطاع الباحث سعيد أيّوب بذكاء يستحقّ الثناء أن يجمع الآيتين في اُفقٍ واحد ، استشرف منه تحذير الاُمّة الإسلاميّة من المستقبل ، وتوجيهها للتمييز بين خطّين ؛ خطّ العصمة والطهارة ، وخطّ الرجس والفساد ، وحثّها على التزام جانب الحذر في اختيار من يتبوّأ نظام المجتمع ، كي تأمن العواقب الوخيمة .

اسم الکتاب : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ المؤلف : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست