responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دانشنامه احاديث پزشكى المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 558

الفصل الثاني عشر: العظام‌

12/ 1

الإِشارَةُ إلَى ما فيها مِنَ الحِكمَةِ

959. الإمام الصادق عليه السلام‌ لِلطَّبيبِ الهِندِيِّ: جُعِلَ طَيُّ الرُّكبَةِ إلى خَلفٍ؛ لِأَنَّ الإِنسانَ يَمشي إلى بَينِ يَدَيهِ فَيَعتَدِلُ الحَرَكاتُ، و لَو لا ذلِكَ لَسَقَطَ فِي المَشيِ.

و جُعِلَتِ القَدَمُ مُخَصَّرَةً؛ لِأَنَّ الشَّي‌ءَ إذا وَقَعَ عَلَى الأَرضِ جَميعَهُ ثَقُلَ كَثِقَلِ حَجَرِ الرَّحا، فَإِذا كانَ عَلى حَرفِهِ رَفَعَهُ الصَّبِيُّ، و إذَا وَقَعَ عَلى وَجهِهِ صَعُبَ نَقلُهُ عَلَى الرَّجُلِ.[1]

960. عنه عليه السلام‌ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ: يا مُفَضَّلُ، انظُر إلى ما خُصَّ بِهِ الإِنسانُ في خَلقِهِ تَشريفاً و تَفضيلًا عَلَى البَهائِمِ؛ فَإِنَّهُ خُلِقَ يَنتَصِبُ قائِماً و يَستَوي جالِساً

لِيَستَقبِلَ الأَشياءَ بِيَدَيهِ و جَوارِحِهِ و يُمكِنُهُ العِلاجُ وَ العَمَلُ بِهِما، فَلَو كانَ مَكبوباً عَلى وَجهِهِ كَذاتِ الأربَعِ، لَمَا استَطاعَ أن يَعمَلَ شَيئاً مِنَ الأَعمالِ...

لِمَ حَمَلَ الإِنسانُ عَلى فَخِذَيهِ وَ أليَتَيهِ هذَا اللَّحمَ؟ إلّا لِيَقِيَهُ مِنَ الأَرضِ فَلا يَتَأَلَّمُ مِنَ الجُلوسِ عَلَيهِما، كَما يَألَمُ مَن نَحَلَ جِسمُهُ و قَلَّ لَحمُهُ إذا لَم يَكُن بَينَهُ و بَينَ الأَرضِ حائِلٌ يَقيهِ صَلابَتَها...

فَكِّر في أبنِيَةِ أبدانِ الحَيَوانِ و تَهيِئَتِها عَلى ما هِيَ عَلَيهِ، فَلا هِيَ صِلابٌ كَالحِجارَةِ و لَو كانَت كَذلِكَ لا تَنثَني ولا تَتَصَرَّفُ فِي الأَعمالِ، ولا هِيَ عَلى غايَةِ اللّينِ و الرَّخاوَةِ فَكانَت لا تَتَحامَلُ ولا تَستَقِلُّ بِأَنفُسِها، فَجُعِلَت مِن لَحمٍ رَخوٍ تَنثَني تَتَداخَلُهُ عِظامٌ صِلابٌ يُمسِكُهُ عَصَبٌ و عُروقٌ تَشُدُّهُ و يُضَمُّ بَعضُهُ إلَى بَعضٍ، و غُلِّفَت فَوقَ ذلِكَ بِجِلدٍ يَشتَمِلُ عَلَى البَدَنِ كُلِّهِ.

و مِن أشباهِ ذلِكَ هذِهِ التَّماثيلُ الَّتي تُعمَلُ مِنَ العيدانِ و تُلَفُّ بِالخَرقِ و تُشَدُّ بِالخُيوطِ و يُطلى فَوقَ ذلِكَ بِالصَّمغِ، فَيَكونُ العيدانُ بِمَنزِلَةِ العِظامِ، وَ الخَرقُ بِمَنزِلَةِ اللَّحمِ، وَ الخُيوطُ بِمَنزِلَةِ العَصَبِ وَ العُروقِ، وَ الطِّلا بِمَنزِلَةِ الجِلدِ، فَإِن جازَ أن يَكونَ الحَيَوانُ المُتَحَرِّكُ حَدَثَ بِالإِهمالِ مِن غَيرِ صانِعٍ جازَ أن يَكونَ ذلِكَ في هذِهِ التَّماثيلِ المَيِّتَةِ، فَإِن كانَ هذا غَيرَ جائِزٍ فِي التَّماثيلِ فَبِالحَرِيِّ ألّا يَجوزَ فِي الحَيَوانِ...

فَالإِنسُ لَمّا قَدَروا أن يَكونوا ذَوي ذِهنٍ و فِطنَةٍ و عِلاجٍ لِمِثلِ هذِهِ الصِّناعاتِ مِنَ البِناءِ وَ التِّجارَةِ وَ الصِّياغَةِ و غَيرِ ذلِكَ، خُلِقَت لَهُم أكُفٌّ كِبارٌ ذَواتُ أصابِعَ غِلاظٍ؛ لِيَتَمَكَّنوا مِنَ القَبضِ عَلَى الأَشياءِ، و أوكَدَها هذِهِ الصِّناعاتُ.[2]


[1] الخصال، ص 514، ح 3، علل الشرائع، ص 101، ح 1، المناقب لابن شهرآشوب، ج 4، ص 261 كلّها عن الربيع صاحب المنصور، بحار الأنوار، ج 10، ص 207، ح 9.

[2] بحار الأنوار، ج 3، ص 68 إلى ص 92 نقلًا عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل.

اسم الکتاب : دانشنامه احاديث پزشكى المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 558
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست