اسم الکتاب : زواج بغير اعوجاج المؤلف : حسين هادي الشامي الجزء : 1 صفحة : 71
والقرآن الكريم هو المعجزة الكبرى
لنبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. ومعنى
المعجزة هو صدور حادث أو وقوع أمر من قبل الله تعالى على يد نبيه لإثبات نبوته ،
ولا يستطيع الناس ويعجزون عن الإتيان بمثل ذلك الحادث أو الأمر. فالاختراع مثلا
ليس معجزة ، لأنه قد يظهر اختراع آخر يماثله ويضاهيه. وينقسم الإعجاز القرآني إلى
ثلاثة أقسام :
أولا
: الإعجاز البلاغي :
وهو أن البلغاء والمتفننين والبارعين في اللغة العربية لم يستطيعوا أن يأتوا بمثل
القرآن ، بل بسورة من مثله ، مع العلم أن محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم
كان أميا لا يعرف القراءة والكتابة. والدعامة الرصينة المتينة التي يتركز عليها
الإعجاز البلاغي هي التحدي والإعلان بالعجز. ولإيضاح ذلك أقدم مثلا واحداً للقراء
الأعزاء :
إذا وجد رسام بارع في مدرسة وكان متفوقا
على جميع التلاميذ في فن الرسم ، فهل يستطيع أن يتحدى التلاميذ بقوله : « إن جميع
التلاميذ لا يقدرون مجتمعين أن يأتوا بمثل رسمي ؟ » كلا ، لأنه لا يعلم ذلك ولا
يدري ما في العقول من ملكات وقابليات للإنتاج خصوصاً إذا اجتمعت واتحدث ، فلا
يتفوه بذلك ولا يزج نفسه في ميدان الفشل والخجل المجتمعين ، وكذلك الحداد والنجار
وغيرهما إذا كانا متفوقين على غيرهما ».
والآن
: نأتي إلى القرآن الكريم ، فإذا كان من
إنشاء محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ـ نعوذ بالله ـ فمعنى ذلك أن محمدا قد
كذب في دعوته ، فكيف إذن يستطيع أن يعلن بما يأتي :
(أ) (قل لئن
اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم
لبعض ظهيرا)[١].