responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظام التعليمي المؤلف : الأعرجي، زهير    الجزء : 1  صفحة : 54

التي ينبغي اشباعها.

وليس هناك ادنى شك من أن الاعمال التي يقوم بها الفرد في حياته العملية تحتاج الى كمية من العلوم ، تقدرها المصلحة الاجتماعية. فالطب وتخطيط المدن وجمع الحطب مثلاً تحتاج الى علوم تتناول تلك الاختصاصات. فعلم التشريح والعقاقير والكيمياء يطور علم الطب ، ودراسة القياسات ومعرفة علم المساحة وتربة الارض ومواد البناء يساعد في علم تخطيط المدن ، ودراسة الاشجار واخشابها وطريقة قطعها واسلوب نقلها يساعد الافراد المهتمين بعملية جمع الحطب واستخدامه في عملية توليد الطاقة. وفي كل تلك الامثلة يكون العلم الاختصاصي هو المحور والمدار في تطوير المهنة التي يقوم بها العامل المختص. وبطبيعة الحال ، فان الاختصاص ، ليس القطب الوحيد الذي يعرضه الاسلام ضمن اهتمامه بالعلوم التطبيقية ، بل يطرح فكرة التسخير ايضاً ، باعتبارها منهجاً عملياً للتفاعل الاجتماعي. فجوهر فكرة التسخير يقول بان الافراد مسخرون بالاصل لخدمة بعضهم البعض ، فقد ورد قوله تعالى بهذا الخصوص : ( وَرَفَعنا بَعضَهُم فَوقَ بَعض دَرَجات لِيَتَّخِذَ بَعضُهُم بَعضاً سِخرِيّا ) [١]. وهي اشارة الى ان النظام الاجتماعي لا يحيى الاّ عن طريق تسخير جهود الافراد الشخصية لخدمة بعضهم البعض في شتى المجالات الحياتية الضرورية للبقاء البشري على الارض. حيث تقوم العلوم التخصصية في عملية التسخير بدور العامل المساعد في تطوير تلك العملية وتسهيلها خدمة للنظام الاجتماعي العام وافراده. ولم تتوقف فكرة التسخير على


[١] الزخرف : ٣٢.

اسم الکتاب : النظام التعليمي المؤلف : الأعرجي، زهير    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست