اسم الکتاب : النظام التعليمي المؤلف : الأعرجي، زهير الجزء : 1 صفحة : 11
نقد النظرية التوفيقية
وتتناول النظرية التوفيقية اهم اسس «
المدرسة » الفكرية والفلسفية ، الاّ انها تتجاهل في الوقت نفسه ، الكثير من
الحقائق التي تدين النظام التعليمي في الدولة الرأسمالية خصوصاً فيما يتعلق بطبقية
التعليم وتصميم المناهج الدراسية ، فلا احد ينكر اهمية العلم والتعليم في النظام
الاجتماعي ، ولا احد ينكر ان المدرسة توحد الامة وتحمي الدولة وتنشر القيم ، ولكن
تجاهل النظرية التوفيقية لمحتوى القيم التي تدرسها المدرسة الرأسمالية ، طبقية
كانت او غير طبقية ، عرقية كانت او غير عرقية ، دينية كانت او غير دينية ، يجعلنا
نشكك بصلاح هذه النظرية وسلامتها من الاخطاء. فكيف تقبل هذه النظرية تدريس شرعية
استعباد الزنوج من افريقيا في القرن التاسع عشر بواسطة المستوطنين البيض ، وتعتبره
قيمة انسانية يفتخر بها الفرد الابيض ؟ وكيف تقبل تدريس قوانين المستوطنين البيض
في الولايات المتحدة القائلة بحرمة تملك الهنود الحمر اراضي وطنهم في القرن الثامن
عشر ، وتعتبرها قيما سليمة تستحق التدريس في المدارس الرأسمالية ؟ ولماذا تسكت
النظرية التوفيقية عن ادانة المدارس الرأسمالية الطبقية التي تهدف اساساً ، خدمة
ابناء الطبقة العليا ؟ بل لماذا تقسّم المدارس الرأسمالية ، التي تدعي النظرية
التوفيقية انها توحد المجتمع ثقافياً وتاريخياً الى قسمين : قسم خاص لا يلتحق به
الاّ ابناء الطبقة الرأسمالية ، وقسم عام لابناء الفقراء وابناء الطبقة المتوسطة ؟
ولماذا اختيرت اللغة الانكليزية للتدريس في حين ان الكثير من المستوطنين الاوائل
كانوا يتكلمون الالمانية
اسم الکتاب : النظام التعليمي المؤلف : الأعرجي، زهير الجزء : 1 صفحة : 11