اسم الکتاب : العدالة الإجتماعية وضوابط توزيع الثّروة في الإسلام المؤلف : الأعرجي، زهير الجزء : 1 صفحة : 200
آثار
تطبيق الاحكام الاسلامية على النظام الاجتماعي
ان اول صنم يحاول
الاسلام اخراجه من الساحة السياسية وتحطيمه هو صنم الطبقة الاجتماعية العليا
المرتكز على اساس العوامل الثلاثة المذكورة سابقاً ، وهي الثروة والقوة السياسية
والمنزلة الاجتماعية ؛ ويجعل الميزان الاساسي للاستخلاف في الارض : الايمان والعمل
الصالح الذي يخدم الانسانية جميعاً ، المتمثل بقوله تعالى : (وَعد
الله الذين اَمنوا منكُم وَعملوا الصّالحات لَيستخلفنَّهم في الاَرضِ كَما
استَخلفَ الَّذين مِن قَبلهم وَليُمكنن لهُم دينَهُم الذي ارتَضى لَهُم
وَليبدِّلنهم مِن بَعدِ خَوفِهم اَمناً يعبدونني لا يُشركون بي شَيئاً )[١].
فالاستخلاف والولاية المطلقة للحاكم الشرعي مسؤولية الهية لابد وان يتولاها من هو
أهل لقيادة الاُمة الاسلامية بل قيادة البشرية بكل افرادها وقطاعاتها المختلفة.
فلا تلعب الثروة دوراً في بناء شخصية القائد السياسي ، كما هو الحال في النظام
الرأسمالي ، بل ان اغلب قادة الاسلام منذ بزوغ فجر الرسالة الالهية ولحد اليوم ،
من الفقراء. بل ان اغلب الانبياء عاشوا حالة من الفقر باستثناء قلة قليلة منهم.
وحتى تلك القلة ، كسليمان وداود عليهماالسلام ، لم تثنيهما متطلبات الملك من الابتعاد عن
ملاذ الدنيا ومغرياتها. فالثروة في الاسلام اذن ليست عاملاً من