اسم الکتاب : العدالة الإجتماعية وضوابط توزيع الثّروة في الإسلام المؤلف : الأعرجي، زهير الجزء : 1 صفحة : 135
النـظرتان الاسـلامية والرأسمـالية
تجاه الفـقراء : ملاحظات
مقـارَنة
وتختلف النظرة
الاسلامية الهادفة الى رفع الفقراء الى المستوى العام للناس عن النظرة الرأسمالية
، اختلافاً جوهرياً. ومردّ الاختلاف ، ان الاسلام ينظر الى الانسان من زاوية
اعتباره كياناً كريماً مستخلفاً في الارض ، خلق بالاصل لعبادة الخالق عز وجل. فكيف
يرضى سبحانه وتعالى لجوع فرد وتخمة فرد آخر؟ ولذلك ، فان الرسالة السماوية انما
جاءت لتنظيم الحياة الاجتماعية وتثبيت اسس العدالة وتعمير الارض حتى يتفرغ العباد
لعبادة خالقهم وبارئهم. ولكن النظرية الرأسمالية تنظر للانسان باعتباره مصدراً
للانتاج والربح والاستهلاك [١] ، وعلى ضوء ذلك فانها ترتّب فلسفتها في
العدالة الاجتماعية على اساس كمية انتاجه وحجم استهلاكه دون النظر الى قيمته
الانسانية. وبسبب هذا التباين الفلسفي بين النظريّتين ، فاننا سنناقش ابرز
الاختلافات العملية بينهما في الموارد التالية :
اولاً : ان نظرة الاسلام للفقراء ، انما هي نظرة مبتنية على اساس
الرحمة والتكاتف والتكافل الاجتماعي ، فتقرر ان المجتمع ينبغي ان يتكفل المحروم
القريب تكفلاً انسانياً ، بحيث لا يجرح كرامته ولا يحط من قدره ، وتعتبره
[١]
(ريتشارد ادوارد) وآخرون. النظام الرأسمالي. نيوجرسي : برنتس ـ هول ، ١٩٧٨ م.
اسم الکتاب : العدالة الإجتماعية وضوابط توزيع الثّروة في الإسلام المؤلف : الأعرجي، زهير الجزء : 1 صفحة : 135