اسم الکتاب : العدالة الإجتماعية وضوابط توزيع الثّروة في الإسلام المؤلف : الأعرجي، زهير الجزء : 1 صفحة : 108
في
القرن الثامن عشر ، والثورة الروسية ، والصينية ، والاسلامية في ايران في القرن
العشرين على اختلاف اتجاهاتها الفكرية والعقائدية.
واذا كانت الثورة وما
يتبعها من تغيير اجتماعي قضية استثنائية ، فان النظام الرأسمالي يحاول اقناع
المستضعفين في المجتمعات الرأسمالية بالخصوص ، بقبول حالة انعدام العدالة على اساس
انها مسألة اجتماعية طبيعية وانها قضية مشروعة [١]. فالنظام الملكي الاوروبي يشجع الفقراء على
الهتاف بالحياة للملك ، مع ان الفقير العاقل يتساءل : من منح الملك ملكية الارض
وخيراتها؟ والنظام الرأسمالي الامريكي يشجع الفقراء بالهتاف «للحلم الامريكي» الذي
يعيش فيه اصحاب رأس المال واعضاء الكونغرس والحكومة واقعاً ، ولكن الفقير العاقل
يتساءل : ايهما افضل ، ان اعيش جائعاً مع حلم قد يتحقق ، ام بواقع متواضع دون
احلام؟ والنتيجة ان نجاح الثورة والانقضاض على النظام الظالم لا يتحقق ، ما لم
يسيطر فيه المستضعفون على منابع القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتعليمية
والقضائية والصحية ، وهو أمر يحتاج الى تخطيط ومتابعة ووعي لم يتوفر لدى مستضعفي
وفقراء العالم الرأسمالي لحد اليوم.
٢ ـ
النظام الفكري لطبقة الاقوياء :
وليس هناك ادنى شك من
ان النظام الفكري والثقافي لأي مجتمع هو النظام الفكري الذي تتبناه الطبقة
الحاكمة. فطبقة العمال في المجتمع الشيوعي مثلاً ، تفرض ـ بكل قوة ـ الفكر الذي
تتبناه وتؤمن به. وعندها ،
[١]
(بيتر بلاو). السلطة والتبادل في الحياة الاجتماعية. نيويورك : وايلي ، ١٩٦٤ م.
اسم الکتاب : العدالة الإجتماعية وضوابط توزيع الثّروة في الإسلام المؤلف : الأعرجي، زهير الجزء : 1 صفحة : 108