اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 387
نتيجة الاستبداد :
في أسرة كهذه تنعدم السعادة ، ولا يوجد
الهدوء الفكري واطمئنان الخاطر ، حيث يسيطر الخوف والقلق على جميع أنحاء البيت ،
ويرى أعضاء الأسرة أنفسهم معرضين في كل لحظة لخطر التعذيب والقسوة ... في هذه
الأسر لا تقف آثار الاستبداد السيئة عند حد إيقاف الرشد المعنوي للأطفال فقط ، بل
تمنع أبدانهم عن الرشد الطبيعي من جراء الاضطراب والقسوة هؤلاء الآباء يجرون على
أنفسهم وعوائلهم والمجتمع الذي يربى الأطفال له نتائج وخيمة لا تنجبر ... هؤلاء
مسؤولون ـ طبق الموازين الاسلامية ـ أمام كل ضربة أو كلمة بذيئة صادرة منهم تجاه
عوائلهم ... وإذا كانت طاعة الزوجة والأولاد معلولة للخوف من الشدة والقسوة والظلم
، فإن هؤلاء الآباء مشمولون للأحاديث السابقة التي ترى أن من يطاع خشية شره لهو شر
الناس.
على هؤلاء الآباء أن يحكموا وجدانهم ،
وأن يكرهوا لغيرهم ما يكرهونه لأنفسهم ، فكما أنهم ـ أنفسهم ـ ينفرون من الحياة في
ظل الاستبداد والتعنتت ، والظلم والقسوة عليهم أن لا يرضوا ذلك لعوائلهم ، ولا
يعاملوا أزواجهم وأطفالهم معاملة الأسرى المحكوم عليهم بالاعدام!.
٢ ـ الخوف من العقاب :
لا شك في ضرورة الأنظمة والقوانين لكل
دولة لايجاد النظام والضبط والمنع من الفوضى والمخالفات ... ولا بد من معاقبة
الخارجين على تلك الأنظمة لضمان حسن تنفيذها ، فالخوف من العقاب هو الذي يحث الناس
على الاطاعة. والنكتة الجديرة بالملاحظة أنه لا حساب ولا مقياس للعقاب في الحكومة
الاستبدادية ، فمن الممكن أن يؤدي استياء بسيط للحاكم إلى إعدام مئات الناس
الأبرياء. هناك ليس العقاب على أساس الاجرام أو الاحكام القضائية ، بل الموضوع
يقوم على طبق هوى النفس والميل الشخصي للحاكم. أما في حكومة العدالة والقانون ،
حيث تحدد صلاحيات الحكام وأبناء الشعب
اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 387