responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 37

فإن الناس يعللون كل فرح ونجاح بالحب والمحبوبية وهذا الوضع النفسي موجود عند الجميع. إن من المظاهر التي يظهر فيها الحب هو الحب الجنسي الذي يكسبنا حالة من الانجذاب والشعور باللذة. وفي النتيجة فإن هذه اللذة تكون قدوة ودليلاً لميلنا نحو السعادة. فأي شيء إذن أقوم من أن نسلك الطريق إلى السعادة في نفس الطريق الذي صادفناه أول مرة » [١].

أرأيت كيف يعتبر فرويد ، اللذة والشهوة الجنسية مصدراً لكل شيء؟!. حتى أنه يقول : إن الشهوة الجنسية هي التي تظهر بمظهر الأخلاق نارة وفي صور العقائد والأديان تارة أخرى وهي نفسها التي تتشكل أحياناً بحنان الأم وعطف الأخ ، فهي الكل في الكل في هذه الحياة!!.

فمظاهر الحياة ـ عند فرويد ـ من أخلاقية وفنية ودينية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، كلها وليدة الحب والجنس واللذة لا أكثر ، فالمظاهر وإن اختلفت إلا أنها متحدة في جوهرها ومآلها. واستمع إليه يقول :

« إن حنان الأم ، الحب الأبوي والأخوي ، الصداقة والصحبة مشتقة من الجنس عند فرويد. وجميع الروابط الاجتماعية بين الأشخاص كالعلاقة بين المعلم والتلميذ ، والعلاقة بين الأم والطفل وما شاكل ذلك إما أن تمتاز بطابع جنسي من ذاتها أو ترجع إلى أصل جنسي في النتيجة » [٢].

ومع أن فرويد يقسم الغرائز الأولى عند الانسان إلى قسمين : الغرائز التي تتعلق بصيانة الذات ، والغريزة الجنسية ، نجده في المقام يغرق في الشهوة الجنسية حتى أنها تنسيه غريزة حب الذات ـ التي اعترف بها في بادىء الأمر ـ وكشاهد على ما نقول ، إليك العبارة الآتية :

« إن فرويد يثبت ـ بمعونة بعض الأمثلة ـ كيف أن الغريزة


[١] أنديشه هاى فرويد ص ١١٢.

[٢] المصدر السابق ٤٧.

اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست