responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 273

أوجدته تلك السخرية في نفسه ، يظهر في ميله إلى التطرف والانزواء » [١]

لقد أدى اعتناق فرويد اليهودية أن يعرض للتحقير والاستهزاء منذ الصغر ، وبذلك سحقت شخصيته وعزة نفسه. هذا الأمر جعله ينظر نظرة تشاؤمية تجاه الدين الذي سبب له السخرية والزدراء. فقد كان التفكير في الدين يشوش عليه ويقض عليه مضجعه ، وكان يعجز منه.

« لقد لخص فرويد بحثه في الاتجاه الديني في هذه الجملة : إني أجد نفسي مضطرباً وقلقاً عند البحث في أمثال هذه المسائل التافهة ، واني أعترف بذلك دائماً » [٢].

يرى فرويد : أن الميول المكبوتة في أيام الطفولة لا تنمحي ، بل تنتقل إلى الضمير الباطن وتنشئ ردودها المختلفة طيلة الحياة ، ومن المناسب أن نستفيد من هذه الجملة ونتحقق عن ضميرة الباطن لنجد المظاهر التي أدت إليها شخصية فرويد المندحرة وعقدة الحقارة التي كانت ناشئة في ضميره الباطن من جراء السخرية الدينية.

رد الفعل لعقدة الحقارة :

لم يقف رد الفعل الذي أدت إليه عقدة الحقارة في نفس فرويد عند حد الانزواء والابتعاد عن المؤثرات الدينية بل راح يثأر لكرامته وينتقم من الاستهزاءات التي حصل عليها تحت ظل اعتناقه اليهودية. ولقد استغل البحث النفسي لمناهضة الدين وأعمل جهده في إجتثاث أصول العقيدة وإذ كان هدفه على خلاف الحق والواقع ، فقد أتى بقضايا واهية وكلمات لا أساس لها من الصحة أصلاً.


[١] انديشه هاى فرويد ص ١٠.

[٢] انديشه هاى فرويد ص ٩٢.

اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست