responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 227

المحاضرة التاسعة

دور الأسرة في التربية

قال الله تعالى : « ما لكم لا ترجون لله وقاراً ، وقد خلقكم أطوارا ...» [١]

تكون الميول المودعة في باطن الانسان رصيد سعادته وأساس تقدمه ... فإن كل تلك الميول والمتطبات قد أوجدت حسب نظام دقيق ، وبمقادير صحيحة : « وكل شيء عنده بمقدار » [٢].

والسعيد هو الذي يتبع قوانين الخلقة المتقنة ، ويستجيب لجميع ميوله الروحية والجسدية باتزان وتعقل. فمن يفرط في الاستجابة لنداء أحد ميوله أكثر من الحد اللازم ، أو على العكس من ذلك يكبت في نفسه بعض ميوله الطبيعية ولا يفسح المجال لاروائها يكون خارجاً على المنهج الفطري ومصاباً بالانحراف والشقاء بنفس النسبة.

ميول الروح والجسد :

إن الميول والرغبات الموجودة عند الانسان تكون تارة : واضحة وظاهرة ويسعى جميع الناس في سبيل إرضائها ... فمثلاً ليست حاجة الانسان إلى الطعام والهواء والماء والنوم ، والميل الطبيعي للعب عند الأطفال والغريزة الجنسية عند الشبان والشابات أمراً خافياً على أحد. هذا النوع من الميول يدركها جميع الناس ... وبديهي أن مدى الاستجابة لهذه الميول يرتبط بالارشادات الدينية والعلمية ، ولكن توجد في الانسان ميول أخرى تكون مستترة وغير ظاهرة وحيث أنها كذلك فقلما يلتفت إليها. إن جميع الناس يعلمون أن الطفل يحتاج إلى الماء والغذاء ، ولكن القليل منهم يدرك ضرورة


[١] سورة نوح |١٣ ـ ١٤.

[٢] سورة الرعد |٨.

اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست