responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 121

وهكذا فإن لكل منا أن يقرر مصيره بيده. وما أكثر أولئك الذين يدفعهم الكسل وحب الذات إلى التقصير في إداء الواجبات الاجتماعية اللازمة ، ثم ينسبون الشقاء الذي يلاقونه إلى القضاء والقدر ، في حين أنهم كانوا يملكون الحرية الكاملة ، ولم يستغلوا هذه الحرية استغلالاً حسناً بل أساؤا التصرف إليها وجلبوا الشقاء لأنفسهم!!.

إن الله تعالى يقرر في القرآن الكريم أن الذين يرثون الأرض ولهم الحق في أن يقودوا بزمامها هم الرجال الصالحون فقط :

« ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون » [١].

والعباد الصالحون هم الذين وصلوا إلى جميع مدارج الكمال المادي والمعنوي بفضل الايمان والعلم. وفي ظل الفضائل الخلقية والملكات الطاهرة ونتيجة الجهد والجد ... وبذلك صاروا يستحقون إسم الانسان الحقيقي.

إن القضاء الحتمي والذي لا يقبل التخلف في هؤلاء الرجال الصالحين هو أن يرثوا حكومة الأرض ولكن الوصول إلى مقام الصلاح واستحقاق تلك الدرجة ( قدر ) إختياري يتعلق به ذلك القضاء الحتمي ... وهؤلاء هم الذين يتمكنون أن يتبعوا النبي (ص) بإرادتهم واختيارهم ويصلوا إلى المقام الذين يستحقون معه وراثة الأرض. وهم الذين إن استغلوا حريتهم التي وهبها الله إياهم استغلالاً سيئاً هووا إلى هوة سحيقة من الجهل والالحاد والفساد والكسل والأنانية.

نستنتج مما سبق أن العالم كله يدار بواسطة القضاء والقدر. أي أن السنن الآلهية هي التي تحكم في هذا الكون. وكذلك الأمور التي ترتبط بالإنسان. فانها خاضعة للقضاء والقدر ، غاية ما هناك أن جانباً من القضاء والقدر المتعلق بالبشر يكون مصيراً حتمياً لا أثر لاختيارنا وإرادتنا فيه كدقات


[١] سورة الأنبياء |١٠٥.

اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست