responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 119

القضاء الالهي :

ولأجل أن يتضح الموضوع للمستمعين الكرام بصورة أحسن نضرب مثالاً على الانتحار. فلو أن شخصاً رمى بنفسه من فوق سطح العمارة إلى الأرض المبلطة بالرخام ، وقال في نفسه : لو كان المقدر لي أن أموت فاني ألاقي حتفي وإن لم أرم بنفسي من فوق السطح ، وإن كان المقدر أن أبقى حياً فاني سأستمر على الحياة وإن رميت نفسي من على السطح ... ففي ذلك خطأ فظيع. لأن لله تعالى عدة مقدرات جبرية بهذا الشأن ، ومقدر اختياري واحد. أما المقدرات الجبرية فهي عبارة عن :

١ ـ إن القضاء والقدر الالهيين قد جعلا الرخام الذي يغطي ساحة هذه القاعة صلباً وقوياً.

٢ ـ خلقت جمجمة الانسان بموجب القضاء والقدر من عظم دقيق قابل للتهشم.

٣ ـ القضاء والقدر أكسب الأرض قوة الجاذبية ، حيث تجذب الأجسام التي في الفضاء ، إليها.

٤ ـ إن القضاء والقدر الالهيين يحكمان بأن كل من يرمي بنفسه من مكان شاهق إلى أرض صلبة تتكسر جمجمته ويتلاشي مخه.

٥ ـ القضاء والقدر الالهيين يقضيان بموت الانسان عند تلاشي مخه. هذه هي الأقدار الالهية الحتمية والجبرية بالنسبة إلى حادثة الانتحار.

٦ ـ القضاء والقدر الالهيان يحكمان بأن للانسان الارادة والاختيار الكاملين ، فله أن يرمي بنفسه من السطح ويموت أو يمتنع عن ذلك فينزل من السلم درجة درجة.

إذن ، يجب أن نقول لذلك الشخص الواقف على السطح لغرض إلقاء نفسه إلى الأرض : إن القضاء الالهي بالنسبة إلى موتك وحياتك يتبع إرادتك واختيارك. فإن اخترت الالقاء بالنفس من السطح فالمقدر أن تموت. وإن اخترت الهبوط على السلم فالمقدر لك أن تبقى حياً. وعلى كلتا الصورتين تجري القضية بموجب القضاء والقدر.

اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست