responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 115

الجبر والتفويض :

وأحد الموجودات في هذا العالم هو الانسان ، ترتبط كل قواه وأفعاله ، وجميع حركاته وسكناته بالقضاء والقدر الالهيين. فدقات القلب ودوران الدم ، والاحساس في العصب ، والهضم في المعدة ، والتصفية في الكبد ، والإبصار بواسطة العين ، والسماع بواسطة الأذن ... كل أولئك يسير حسب قضاء الله وقدره ، ولكن النقطة المهمة في البحث هي أن القضاء والقدر ينقسم بالنسبة إلى الانسان إلى قسمين : ـ

فقسم منه يتسم بطابع الحتمية والجبرية حيث يجري من غير إرادة الانسان واختياره ، وقسم آخر جعله الله تعالى طوع إرادتنا وخاضعاً لاختيارنا.

ولنأخذ مثلاً على ذلك : اللسان ، فهو عضو من أعضائنا وجزء من بدننا وله مقدرات كثيرة. فأحد تلك المقدرات جريان الدم في عروقه. ومنها أيضاً تكلمه. أما جريان الدم في عروق اللسان فهو خارج عن إرادتنا وإختيارنا ، فالدم يجري في الأوعية الدموية الموجودة في اللسان سواء شئنا أم أبينا. وهنا ( في دوران الدم في اللسان ) قضاءان : الأول جريان الدم في عروق اللسان بالتقدير الالهي. والثاني جبرية هذا الدوران وحتمية في اللسان بالتقدير الالهي أيضاً حيث لا مجال لارادتنا واختيارنا فيه.

هذا هو أحد المقدرات بالنسبة إلى اللسان ، وقد عرفنا التقدير الالهي فيه.

وأما المقدر الآخر فهو صدور التكلم منه. ولكن الواضح أن التكلم نفسه خاضع لارادتنا ، فبامكاننا أن نتكلم ، وبإمكاننا أن نسكت. كما أننا نستطيع أن نصدق في كلامنا ، ونستطيع أن نكذب. فهنا أيضاً ( في تكلم اللسان ) قضاءان : الأول صدور التكلم من اللسان بالتقدير الالهي. والثاني اختيارية التكلم ، وإراديته أيضاً بالتقدير الالهي.

ومن هنا يتضح جلياً أن القضاء والقدر قد يجريان بصورة جبرية.

اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست