اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 80
عن الرؤية القرآنية
البعيدة.
عن ابراهيم الكرخي ، عن ثقة حدّثه من
أصحابنا قال : تزوجت بالمدينة ، فقال لي أبو عبدالله عليهالسلام
: « كيف رأيت » ؟ قلت : ما رأى رجل من خيرٍ في امرأة إلاّ وقد رأيته فيها ، ولكن
خانتني ! فقال : « وما
هو » ؟ قلت : ولدت جارية ! قال : « لعلّك كرهتها
، إنّ الله عزّ وجلّ
يقول : (آباؤكم وأبناؤكم
لا تدرون أيُّهم أقرب لكم نفعاً) ( النساء ٤
: ١١ ) [١].
وعن الجارود بن المنذر قال : قال لي أبو
عبدالله عليهالسلام : « بلغني أنّه ولد لك ابنة
فتسخطها ! وما عليك منها ؟ ريحانة تشمَّها ، وقد كُفيت رزقها
.. » [٢].
ولابدّ من التنويه على ان الإمام الصادق
عليهالسلام قد قلب
النظرة التمييزية التي تُقدِّم الذَّكر على الأنثى ، رأساً على عقب ، وفق نظرة
دينية أرحب ، وهي أن البنين نِعَمٌ ، والبنات حسنات ، والله تعالى يَسأل عن
النِعَم ويثيب على الحسنات .. قال عليهالسلام
في هذا الصدد : « البنات
حسنات ، والبنون نِعمة ، فانما يثاب على الحسنات ، ويُسأل عن النعمة
» [٣].
وعلى ضوء ماتقدم نجد أن مدرسة أهل البيت
عليهمالسلام مارست عملية
( الإخلاء والإملاء ) :
إخلاء العقول من غواشي ورواسب الجاهلية
، وانتهاكها الصارخ لحق المولود في الوجود.