اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 55
أداء
الأمانة إلى البرّ والفاجر ، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر ، وبرّ الوالدين برين
كانا أو فاجرين » [١].
والجدير بالذكر ، أن الإسلام لم يربط
حقوق الوالدين بقضية الدين ، وضرورة كونهما مسلمين ، بل أوجب رعاية حقوقهم بمعزل
عن ذلك ، يقول الإمام الرِّضا عليهالسلام
: « برّ الوالدين واجب
وإنْ كانا مشركين ، ولا طاعة لهما في معصية الخالق
» [٢]. ولم يكتف
الإمام الرِّضا عليهالسلام
بتبيان الحكم الشرعي بل كشف عن الحكمة من وراء هذا التحريم بقوله : « حرّم الله عقوق الوالدين لما
فيه من الخروج من التّوفيق لطاعة الله عزّ وجلّ ، والتّوقير للوالدين ، وتجنّب كفر
النّعمة ، وابطال الشكر ، وما يدعو من ذلك إلى قلّة النّسل وانقطاعه ، لما في
العقوق من قلّة توقير الوالدين ، والعرفان بحقّهما ، وقطع الأرحام ، والزّهد من
الوالدين في الولد ، وترك التّربية بعلّة ترك الولد برّهما
» [٣].
من خلال التمعن في هذا النصّ نجد نظرةً
أرحب وأعمق لحق الوالدين، وكون القضية لا ترتبط بالجانب المعنوي المتعلق بحقوق
الوالدين فحسب ، بل لها آثار واقعية على مجمل الكيان الاجتماعي ، وعلى الأخص فيما
يتعلق بمسألة حفظ الجنس البشري من الانقراض والاستئصال ، كما أن للمسألة آثاراً
تربوية سلبية واضحة ، فعندما يجد الوالدان أنفسهما وقد هدرت كرامتهما ، وصودر
حقهما من قبل الأبناء ،