ما من إنسان إلاّ ويأتي عليه زمان يلتمس
فيه النصح والإرشاد للخروج من مشكلةٍ وقع فيها ، أو لمشروع يعتزم القيام به ،
وعندما يقدّم إليه أحدٌ نصيحة مخلصة ، يُفتح له باب المخرج أو تُكسر له حلقة الضيق
، فيمتلىء قلبه غبطةً وابتهاجاً.
والإسلام دين التناصح والتشاور ، يعتبر
الدّين النصيحة ، ويشجع على بذلها. والبعض من الاَفراد يتحاشى النصيحة ، خوفاً من
إغضاب إخوانه ، وخاصة أولئك الذين يسدّون آذانهم عن الآراء والنصائح التي لا تتفق
ـ عاجلاً ـ مع مصالحهم وأهوائهم. هذا الموقف ترفضه تعاليم أهل البيت عليهمالسلام ، يقول الإمام علي عليهالسلام في كلماته الوعظية للحسن عليهالسلام : « أمحَضْ أخاك النَّصيحة ، حسنةً كانت أو قبيحة
» [٢] ، ويقول عليهالسلام : « ما أخلصَ المودّةَ مَنْ لم ينصح
» [٣]. والإسلام
يرى أن أفضل الاعمال ـ التي توجب القرب من الحضرة الإلهية ـ : النصح لله في خلقه.
وقد أشار الإمام زين العابدين عليهالسلام لهذين الحقّين المتقابلين بقوله :
« حقّ المستنصح : أن تؤدّي إليه
النّصيحة ، وليكن مذهبك الرّحمة له ، والرّفق به.
[١]
شرح رسالة الحقوق ، السيد حسن القبانچي ٢ : ١٥١.