اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 33
الاعلى في مراعاة
حقّ الإخوان ، كان إذا فقد الرّجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه ، فإن كان غائباً
دعا له ، وإن كان شاهداً زاره ، وإن كان مريضاً عاده [١]. ولأخيه الإمام علي عليهالسلام توصية ذهبية في هذا المجال ، يقول فيها
عليهالسلام : « لا تُضيّعنّ حقّ أخيك اتكالاً
على ما بينك وبينَهُ ، فإنَّهُ ليسَ لك بأخٍ مَنْ أضعت حقَّهُ
» [٢]. وللاَخ
أيضاً حق الإكرام ، فمن أكرمه حصل على رضا الله تعالى ، وينبغي قضاء حاجته وعدم
تكليفه الطلب عند معرفتها ، ويتوجب المسارعة إلى قضائها. فقضاء حقوق الإخوان أشرف
أعمال المتقين.
وبلغ السمو السلوكي لأهل العصمة ، في
تقدير حق الأخوّة ، درجة بحيث أن الإمام الباقر عليهالسلام
سأل يوماً أحد أصحابه ـ سعيد بن الحسن ـ قائلاً : « أيجيء أحدكم إلى أخيه ، فيدخل
يده في كيسه ، فيأخذ حاجته فلا يدفعه ؟ » فقلت : ما أعرف ذلك فينا ، فقال أبو جعفر
عليهالسلام : « فلا شيء
إذاً » ، قلت : فالهلاك إذاً ، فقال : « إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد » [٣].
وقدم لنا أهل بيت العصمة مقاييس معنوية
نحدد من خلالها مدى تعظيم الاشخاص لدين الله تعالى ، ومدى قربهم وبعدهم عنه ، ومن
هذه المقاييس حق الاخوان ، قال الإمام الصادق عليهالسلام
: « من عظّم دين الله عظّم حق إخوانه ، ومن استخفَّ بدينه استخفَّ بإخوانه » [٤] ، وعن الإمام العسكري عليهالسلام : « وأعرف النّاس بحقوق إخوانه ،
وأشدّهم قضاءً لها ،