اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 24
سادساً
: حق الاعتقاد :
ونقصد من ذلك : إنّ الإسلام لا يجبر
أحداً على اعتناقه ، فلا توجد في القرآن الكريم آية ولا في السُنّة النبوية روايةً
تدل على جواز حمل أصحاب الاديان الاَُخرى على تركها والدخول في دين الإسلام بالجبر
والقهر ، وفرض العقيدة الحقّة بالقوة ، بل انّ قوله تعالى (لا إكراه في الدِّين قد تَّبيَّن الرُّشْدُ من الغَيّ
.. ) ( البقرة ٢
: ٢٥٦ ) ، دليل واضح على المنع من ذلك.
ومن هنا يظهر وهن الشبهة الغربية
القائلة : إن الإسلام دين انتشر بالسيف !!
كيف ، ولم يجبر المسلمون أحداً من أهل
الكتاب على اعتناق عقيدتهم ؟ والقرآن يدعو المسلمين إلى محاورتهم بالتي هي أحسن.
لقد سلك الأئمة الاطهار عليهمالسلام هذا المسلك وفتحوا حواراً مع الزنادقة والملحدين
وأهل الكتاب ، ودافعوا عن العقيدة وأصول الإسلام بالحجة الدامغة والمنطق الرَّصين
، وكشاهد تاريخي على ذلك : احتجاج الإمام محمد الباقر عليهالسلام على عبدالله بن معمر الليثي في المتعة
، فقد ورد في كشف الغمة عن الآبي في كتاب نثر الدرر : ان الليثي قال لأبي جعفر عليهالسلام : بلغني انك تفتي في المتعة ؟ فقال عليهالسلام : « أحلّها الله في كتابه ، وسنّها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
وعمل بها أصحابه ». فقال عبدالله
الليثي : فقد نهى عنها عمر ، قال عليهالسلام
: « فأنت على قول
صاحبك ، وأنا على قول رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم » ، قال
عبدالله : فيسرك ان نساءك فعلن ذلك ؟ قال أبو جعفر عليهالسلام
« وما ذكر النساء
اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 24