responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وصية النبي صلّى الله عليه وآله المؤلف : الكعبي، علي موسى    الجزء : 1  صفحة : 6

وأن تكون عن مباشرة ومعاشرة وخبرة طويلة اطلع عليها ذلك العظيم الراحل علىٰ قدرات وصيه التي استوعبت جهات مشاريعه الكبرىٰ كلها ، مع وعيه الكامل بطبيعة تلك المشاريع وأهدافها.

ولما كانت مسؤوليات الأنبياء عليهم‌السلام من أجلّ المسؤوليات وأخطرها على الإطلاق ، بحيث لا يمكن تأهيل أيّ إنسان بالمقاييس البشرية كلّها إلى احتلال مركز النبوّة ؛ لحصره بالاختيار الإلهي للصفوة من عباده. لذا صار القول بأن وصايا الأنبياء عليهم‌السلام كانت عادية أو أخلاقية لا غير ، كالقول بتنصّلهم عليهم‌السلام عن رسالاتهم وتركهم اُممهم هملاً كالسوائم ! وهو كما ترى .. لا يقوله من عرف دور الأنبياء وأدرك خطورة موقعهم وثقل وجودهم في الحياة الراجح علىٰ ثقل كل شيء فيها. ناهيك عن سيدهم وأشرفهم والقيمة الكبرىٰ في هذا الوجود نبينا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهل يعقل مع هذا أن تكون وصيته صلى‌الله‌عليه‌وآله عادية ؟!

أليس معنى هذا اتهامهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله با همال توازن المجتمع الإنساني برمته في حين أنه اُرسل لانقاذه ؟

واتهامه صلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك بعدم الحرص على مستقبل رسالته !! إذ لم يعمل علىٰ ترسيخ قناعات المؤمنين برسالته على منح الثقة للقيادة الرسالية الآتية بعده لتتمكّن بدورها من الحفاظ علىٰ القواعد الرسالية التي تنظم دور المجتمع في حركة أفراده تجاه الدين الفتي ، مع الوعي الكامل بأهداف الرسالة وعاياتها.

ثم كيف يكون ذلك ، وليس في تاريخ الأنبياء عليهم‌السلام نبي لم يوصِِ إلىٰ وصي معين ليقوم مقامه في حمل الأمانة وأدائها للناس نقية ناصعة ؟ وفي تاريخنا الإسلامي ما يدل بوضوح على أن وصية كل نبي سابق ليست كلمة مجردة عن محتواها ، وانما هي موقف ورسالة ، وعلى الأتباع وعيها والتزامها وتحمّل المسؤولية في ايجاد الأرضية الصالحة لتطبيقها لا منعها أو تحريفها.

ومع التدرّج في خطورة وصايا الأنبياء عليهم‌السلام كلّ من موقعه ، نصل بالنتيجة إلى أعظمها وأخطرها في وصية نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله باعتبار موقعه بينهم عليهم‌السلام ومنزلة رسالته بين رسالاتهم ، مع علمه صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن الأنبياء الذين رحلوا إلى الله قبله لم ينقطع خبر السماء بموتهم ، ولا النبوة بمغادرتهم ، في حين كان رحيله صلى‌الله‌عليه‌وآله اُفولاً لشمس النبوة ، ووفاة لجميع الأنبياء ، وانقطاعاً لنزول الوحي بخبرالسماء. ولا شكّ أنه يعلم بكل هذا كما

اسم الکتاب : وصية النبي صلّى الله عليه وآله المؤلف : الكعبي، علي موسى    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست