responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من وحي الثورة الحسينية المؤلف : هاشم معروف الحسني    الجزء : 1  صفحة : 194

يزدحمون على بابه فأرسل جلاوزته اليه وهو الى جانب قبر جده رسول الله فأخرجوه ووضعوا سلاسل الحديد في يديه ورجليه وأرسله الى البصرة وكان عليها عيسى بن جعفر بن المنصور فوضعه في سجنه سنة كاملة فانصرف الى العبادة فكتب عيسى بن جعفر الى الرشيد : اني قد اجتهدت ان آخذ عليه حجة فما قدرت على ذلك وما وجدته خلال هذه المدة الا صائماً مصليا فان لم تستلمه خليت سبيله ، فاستدعاه الرشيد ووضعه في سجون بغداد وأخيرا دس اليه السم القاتل بواسطة السندي ابن شاهك ، الى غير ذلك من الجرائم التي ارتكبها مع العلويين هو وغيره ممن حكم بعده من العباسيين وقد عرضت بعض الجوانب من سيرتهم مع العلويين أحياء وأمواتا بنحو لم يسبقهم اليه الامويون من قبل خلال حديثنا عن المآتم الحسينية في الفصل السابق ويجد المتتبع لتاريخ الحاكمين في تلك العصور عشرات الشواهد على ان العباسيين كانوا أشد على ابناء عمومتهم العلويين من الأمويين وغيرهم من الحاكمين لانهم لم يستطيعوا بسط هيبتهم الا بنسيان العفو واستعمال العقوبة كما قال المنصور لابن عمه عبد الصمد بن علي بن عبدالله.

ومن مجموع ذلك يتبين ان الانسان مهما بلغ من المرتبة والعظمة اذا لم يكن معصوما مسير لمصالحه وأهوائه والمصالح وحدها هي التي تكيفه وتخلق منه بعد وجودها انسانا اخر ويتحول من حقيقته قبل الحكم وغيره من المصالح الى حقيقة اخرى بعد ان يصبح حاكما.

لقد انحدر الامويون والهاشميون من اب واحد وأم واحدة ولما شب وترعرع هاشم ونبغ من بين اخوته وبخاصة أمية صاحب الطموح استحكم الصراع والعداء بينه وبين هاشم على الزعامة ومضى يتصاعد مع الزمن واتساع شهرة هاشم الى ان اصبح العداء أصيلا بين الحيين ، وبعد ان ظهر محمد بن عبدالله صلى‌الله‌عليه‌وآله برسالته ودعوته اتسع العداء بين الحيين واكتسب أبعاداً جديدة لان الاسلام يقضي على جميع امتيازات الحزبين

اسم الکتاب : من وحي الثورة الحسينية المؤلف : هاشم معروف الحسني    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست