responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من وحي الثورة الحسينية المؤلف : هاشم معروف الحسني    الجزء : 1  صفحة : 170

الشيعة فيها يشكلون الاقلية بالنسبة الى غيرهم كما هو الحال في مصر يوم كانت في سلطة كافور الاخشيدي الذي كان كما يصفه بعض المؤرخين شديد التعصب على اهل البيت وشيعتهم ، ومع ذلك فقد اظهروا فيها من الصلابة والتماسك مع قلتهم بالنسبة لغيرهم ما فرض على كافور ان يصانعهم ويتغاضى عما يقومون به في كل عام من مظاهر الحزن والجزع لما اصاب اهل البيت عليه‌السلام.

ولم تنفرج الازمة في مصر انفراجا كاملا الا بعد ان تغلب عليها الفاطميون وحكمها المعز لدين الله الفاطمي فارتفعت معنويات الشيعة بوجودهم وهيأوا لهم جميع الاجواع المناسبة واشتركوا معهم في احياء تلك الذكرى وبذلوا في سبيلها الأموال بسخاء لا مثير له ، وكان ذلك منهم كما لا يبعد ردا على حملات التشكيك في نسبهم التي شنها عليهم العباسيون وساهم فها كبار علماء السنة يومذاك.

وقال المقريزي في خططه : كان الفاطميون في يوم عاشوراء ينحرون الابل والبقر لإطعام الناس ويكثرون النوح والبكاء ويتظاهرون بكل مظاهر الحزن والاسف واستمروا على ذلك حتى انقرضت دولتهم وجاء عهد الايوبيين الذين مثلوا أدوار الأمويين والعباسيين مع الشيعة ، وأضاف المقريزي الى ذلك بروايته عن ابن ذولاق في سيرة المعز لدين الله انه في يوم عاشوراء من سنة ٣٦٣ انصرف خلق من الشيعة الى قبري أم كلثوم ونفيسة ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالهم بالنياحة والبكاء على الحسين ومن قتل معه من اسرته وبنيه وكسروا اواني السقائين.

وفي سنة ٣٩٦ جرى الامر على ما كان يجري في كل عام من تعطيل الاسواق وخروج المنشدين الى جامع القاهرة ونزولهم مجتمعين بالنوح والبكاء والنشيد ، واستطرد المقريزي في وصف ما كان عليه حال

اسم الکتاب : من وحي الثورة الحسينية المؤلف : هاشم معروف الحسني    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست