responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء المؤلف : آل عصفور، الشيخ سلمان    الجزء : 1  صفحة : 260

المصرع السادس عشر

وهو مصرع الجواد محمّد بن علي عليهما‌السلام

إخواني ، اعمروا دنياكم بقدر محياكم ، ودبّروا أمر عقباكم التي هي مأواكم بقدر مثواكم ، واعلموا أنّ الدنيا دار غرور وجسر مرور ، فإتئدوا في مشيّتكم فقراحها نهبور وبراحها عاثور ، فاحملوا من الدنيا زاد الضرورة ، وجانبوا الطمع في زخارفها الحقيرة ، وكلوا منها ما يسدّ رمقكم ، وآثروا سؤركم على من رمقكم ، وتصوروا تقلّب أحوالها ، وسرعة زوالها ، فما ظنّكم بدار صرعت آل الرسول ، وغدرت بأولاد عليّ والبتول ، فنفتهم عن جديدها ، وشحّت عليهم بطارفها وتليدها ، فغدوا بين ذبيح وسميم ، ومرضع بمواضي النصال فطيم ، ومغلولٍ يعالج شدّة الأقياد ، ومُرهق يكابد نهسة الأقتاد ، وذات حجاب مهتوكة الأسجاف ، وأسيرة في أكوار البُزل العجاف.

هذا وهم علة وجود العالم ، وبهم تاب الله على أبينا آدم ، فيحقّ لمصيبتهم العظمى ، ورزيّتهم الدهما ، أن تفطّر المرائر وتضرم نار الضمائر ، بل والله قليل في رزئهم المهول ، ومصابهم الشديد النكول ، إزهاق النفوس ، واسكان الأجسام الملاحد والرموس ، ولله در من قال ولقد أجاد :

إذا لم يكن بدّ من الحزن والبكا

فلا تجزعي إلاّ لآل محمّد

أصابتهم أيدي المصائب فاغتدوا

بأسوء حال في الزمان وأنكد

رمتهم بنبل الحقد آل اميّة

فمن بين مسموم وبين مشرّد

أصابت ذراري المصطفى بمصيبة

تجدّد حزني كلّ يوم مجدّد

أذاب فؤادي حزنهم فبكيتهم

لأنّهم ذخري وفخري وسؤددي

اسم الکتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء المؤلف : آل عصفور، الشيخ سلمان    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست