responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 248

فأجابها اعتصمي بحبل محمدٍ

وتصبري فالصبر خير عزاء

قالت أتغتصب الهدوء وأنت في

همٍّ لتؤنس وحشتي وشقائي

فبكى وقال لها فلو ترك القطا

ليلاً لنام بمهمه الصحراء

آن الوداع وإنما هي ليلةٌ

فتودّعي من رؤيتي ولقائي

وأطلّ نور الفجر بعد أن انقضى

ليلٌ مريرٌ فيه كل شقاء

فمضى إلى صون العيال بخندقٍ

ترتدّ عنه غارة النذلاء

والنار فيه أوقدت ولهيبها

خلف الخيام يذيب عين الرائي

نادى على أصحابه مستبشراً

كالنور يضحك في دجى الظلماء

اليوم عرس شهادةٍ نرجو بها

رضوان خالقنا وفيض هناء

ودماؤنا تروي الفلاة وتكتسي

منها الرمال بحلّةٍ حمراء

والصّبر ليس لنا سواه إذا جرت

خيل الردى خبباً على البيداء

ورنت إلى خيل العدى أنظاره

فرأى بها بحراً على الصحراء

والموج يزخر بالضلالة والعمى

وبه تموت ضمائر السفهاء

فتوجّهت أبصاره نحو السما

ودعا بكل تضرعٍ وثناء

ربّاه أنت من المصائب منقذي

يا عدتي في شدتي ورخائي

أنت الكريم عليك حُسن توكلي

حمداً وأنت مُعَوّلي ورجائي

فاجعل خواتيم الفعال محجّة

بيضاء واكتبني مع الشهداء [١]


[١] كربلاء ( ملحمة ) للعسيلي : ص ٣٠٢ ـ ٣٠٤.

اسم الکتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست