responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام أم السبطين المؤلف : آل طعمة، سلمان هادي    الجزء : 1  صفحة : 122

وسخطك يا فاطمة ) ثم انتحب يبكي حتى كادت نفسه تزهق. ثم خرج فاجتمع اليه الناس فقال لهم : ( يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله وتركتموني وما انا فيه لا حاجة في بيعتكم. اقيلوني ببيعتي ) [١] واستمرت الزهراء في جهادها واختارت الاعتصام عن الكلام مع ابي بكر هذه المرة فأعلمت الملأ بانها قالت : والله لا اكلمه بكلمة ما حييت فلم تكلمه حتى ماتت.

أرأيت الى الزهراء وجرأتها وموقفها والرجحان في ميزان القيم اذا قيس بنساء العالم؟ انها وأيم الحق شهاب ثاقب لا ينطفئ منه اللهب في العواصف الهوج ، فضلاً على مالها من محامد فضلى وخصال رفيعة. ولم تنس ( فـدك ) ان ترجع اليها كل مرة ، كان يلمع فيها الحق ، لقد شعر ابن عبد العزيز بقيمة الانصاف فأرجع الى فاطمة ( فدكاً ). لقد شعر بذلك ايضاً ـ فيما بعد ـ ابو العباس السفاح ، ثم من بعده المأمون بن الرشيد ان للزهراء سلام الله عليها شخصية موحية ولها حماس منقطع النظير لا سيما في استرداد الحق لأهله [٢] والمثل يقول ( ما ضاع حق وراءه مطالب ).

اما ما اعلمه يقيناً ان الزهراء عليها‌السلام عاشت في غربة ، وعانت وحدة قاسية ووحشة موجعة ، تفكر ابداً بالحق المغتصب ، تتمشى في جنباتها اشتاح التفجع ، وتملأ صدرها انات اللوعة وهي اسيرة بيت الاحزان ، حيث تخيم عليه اجنحة الموت ، تملأ الفضاء بأنّات محزنة متقطعة هائلة مخيفة ، واحياناً تكون في غيبوبة نفسية تفصلها عن كل المظاهر الخارجية.


[١] الامامة والسياسة / ابن قتيبة / ج ١ / ص ١٤. وانظر اعلام النساء / ج ٣ / ص ١٢١٤.

[٢] الحضارة الاسلامية / آدم متز / ج ١ / ص ١٢٨.

اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام أم السبطين المؤلف : آل طعمة، سلمان هادي    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست