اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام أم السبطين المؤلف : آل طعمة، سلمان هادي الجزء : 1 صفحة : 118
صلىاللهعليهوآله
كان يقول : ( اننا معشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) واني والله لا اغير
شيئاً من صدقة رسول الله من حالها التي كان عليها [١] ثم قال لها : فأما ان كان ابوك قد وهب
لك هذا المال فاني اقبل كلمتك في ذلك وانفذ ما امر به ، فأجابت فاطمة بان اباها لم
يفض اليها بشيء من ذلك وانما اخبرتها ام ايمن بان ذلك كان قصده ، عند ذلك اصرّ ابو
بكر على استبقاء فدك وخيبر وردهما الى بيت مال المسلمين [٢]. الا ان الزهراء عليهاالسلام احتجت عليه بسندها عن القرآن الكريم
بقوله : فقال عن نبي من انبيائه هو (زكريا) : (يرثني ويرث من آل يعقوب) وقوله
تعالى : (وورث سليمان داود) وان ابا بكر قال لها يابنت رسول الله : انت عين الحجة
ومنطق الرسالة لا يدل بجوابك ولا اوقعك عن صوابك ولكن هذا ابو الحسن بيني وبينك هو
الذي اخبرني بما تفقدت وانبأني بما اخذت وتركت [٣]ويحسن
بنا ان نلفت نظر القارئ الى ان ابا بكر قال : يا ابنة رسول الله والله ما ورث ابوك
ديناراً ولا درهماً وانه قال : (ان الانبياء لا يورثون) فقالت : ان فدك وهبها لي
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. قال : فمن
يشهد بذلك فجاء علي بن ابي طالب فشهد وجاءت ام ايمن فشهدت ايضاً ، فجاء عمر بن
الخطاب وعبد الرحمان بن عوف فشهدا ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
كان يقسمها ، فقال ابو بكر : صدقت يا ابنة رسول الله وصدق علي وصدقت ام ايمن وصدق
عمر
[١] فاطمة الزهراء
والفاطميون ، عباس محمود العقاد / ص ٥٧ و ٥٨.