اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 90
فلا يمكن القول بأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
يغضب لغضب بضعته ، إلّا إذا قلنا بعصمتها عن الذنب والخطأ.
وقد استدلّ أعلام الإمامية بهذا الحديث
علىٰ عصمة فاطمة عليهاالسلام
، قال الشيخ المفيد رحمهالله
: ( فلولا أنّ فاطمة عليهاالسلام
كانت معصومة من الخطأ ، مبرّأة من الزلل ، لجاز منها وقوع مايجب أذاها به
بالأدب والعقوبة ، ولو وجب ذلك لوجب أذاها ، ولو جاز وجوب أذاها ، لجاز
أذىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
والأذىٰ لله عزّ وجل ، فلمّا بطل ذلك ، دلّ علىٰ أنّها كانت معصومة ) [١].
وقال السيد المرتضىٰ رحمهالله : ( هذا يدلّ
علىٰ عصمتها ؛ لأنّها لو كانت ممن يقارف الذنوب ، لم يكن من يؤذيها مؤذياً له صلىاللهعليهوآلهوسلم
علىٰ كلّ حال ، بل كان متىٰ فعل المستحقّ من ذمّها وإقامة الحدّ عليها ـ إن كان الفعل يقتضيه ـ ساراً
له صلىاللهعليهوآلهوسلم
ومطيعاً ) [٢].
حكاية موضوعة :
لقد اقترن حديث البضعة المتقدم بحكاية
موضوعة لا تتناسب مع جلالة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وقدسية أهل بيته عليهمالسلام ،
افتعلها أعداؤهم للنيل منهم والحطّ من منزلتهم العظيمة في نفوس المسلمين
بغضاً وحسداً لما آتاهم الله تعالىٰ من فضله الكريم ، وفيما يلي نورد بعض
ألفاظ تلك الحكاية الموضوعة والمتناقضة.
روىٰ البخاري ومسلم باسنادهما عن
المسور بن مخرمة ، قال : إنّ علياً عليهالسلام
خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول