اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 67
وكان من عادة العرب في الجاهلية أن
يقولوا للمتزوجين : بالرفاء والبنين ، فنهىٰ عنه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في زواج الزهراء عليهاالسلام
وسنّ فيه غيره ، روىٰ ثقة الإسلام الكليني عن أبي عبدالله البرقي رفعه ، قال : «
لمّا زوج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فاطمة قالوا : بالرفاء والبنين. قال : لا ، بل علىٰ الخيروالبركة »[١].
المبحث
الرابع : دورها في داخل الاُسرة وخارجها :
انتقلت الزهراء عليهاالسلام من بيت أبيها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلىٰ بيت بعلها الوصي عليهالسلام
، ذلك البيت الذي تحفّه الرحمة ويغمره الايمان ، فتشكلت الاُسرة الطاهرة من سيدين معصومين درجا في أحضان النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
ونهلا من نمير علمه وخلقه العظيم ومكارم أخلاقه وكمالات نفسه الكريمة ، فكان علي عليهالسلام
سيد الوصيين النموذج الكامل والقدوة الصالحة للرجل في الإسلام ، وكانت الزهراء عليهاالسلام
سيدة نساء العالمين النموذج الكامل للمرأة في الإسلام.
وقد وجدت الزهراء عليهاالسلام نفسها وهي في بيت
الإمام عليهالسلام
أمام وظائف جسيمة ، ومسؤوليات عظيمة ، فباعتبارها القدوة الحسنة والاُسوة
المثلىٰ للمرأة المسلمة ، كان عليها أن ترسم الطريق لمعالم البيت الإسلامي
الأمثل في الإسلام ، وقد استطاعت وبكل جدارة أن تضرب أروع الأمثلة في طاعة
الزوج ومراعاة حقوقه والاخلاص له ، والصبر علىٰ شظف العيش وقلة ذات اليد ،
وفي القيام بمسؤوليات البيت وأداء واجبات الاُسرة في جوّ من المودة والصفاء
والتعاون والوفاء ، وفي تربية الأولاد الصالحين ، بما ليس له نظير ،