اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 215
مخاطبة الأنصار :
ثمّ رمت بطرفها نحو الأنصار ، فقالت : «
يا معشر الفتية ، وأعضاد الملّة ، وحَضَنة الإسلام ، ما هذه الغَميزة [١]
في حقّي ، والسِّنة عن ظلامتي ؟! أما كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أبي يقول : المرء يحفظ في ولده ؟ سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة [٢] ولكم طاقة بما
أُحاول ، وقوة علىٰ ما أطلب وأُزاول.
أتقولون مات محمد ، لعمري فخطب جليل ، استوسع
وهيه [٣] ، واستنهر فتقه ، وانفتق رتقه ، وأظلمت الأرض لغيبته ، وكسفت الشمس والقمر ، وانتثرت النجوم لمصيبته ، وأكدت [٤]
الآمال ، وخشعت الجبال ، وأضيع الحريم ، وأُذيلت [٥] الحرمة عند مماته ، فتلك
والله النازلة الكبرىٰ ، والمصيبة العظمىٰ التي لا مثلها نازلة ، ولا بائقة [٦]
عاجلة ، أعلن بها كتاب الله جلّ ثناؤه في أفنيتكم في ممساكم ومصبحكم ، هتافاً وصراخاً ، وتلاوةً وألحاناً [٧]
، ولقبله ما حلّ بأنبياء الله ورسله ، حكم فصل ، وقضاء حتم (
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ
عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا
وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )[٨].
أيهاً بني قَيْلة [٩]
، أأهضم تراث أبي ؟! وأنتم بمرأىٰ مني ومسمع ، ومنتدىٰ