اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 205
وذكرت عليهاالسلام
النصّ علىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام
بالتلميح الذي هو أقوىٰ من التصريح حيث قالت عليهاالسلام
في خطبتها الثانية : « وتالله لو تكافّوا عن زمامٍ نبذه إليه رسول الله لاعتقله ، ثمّ لسار بهم سيراً سجحاً ».
ونبّهت عليهاالسلام
علىٰ أنّ الاختيار غير صحيح بقولها في خطبتها الاُولىٰ : «
فوسمتم غير إبلكم ، وأوردتم غير شربكم ، هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ،
والجرح لما يندمل ، والرسول لمّا يقبر ، بداراً زعمتم خوف الفتنة ، ألا في
الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ».
وقالت عليهاالسلام
في خطبتها الثانية : « استبدلوا والله الذنابىٰ
بالقوادم ، والعجز بالكاهل » وقالت عليهاالسلام
فيها أيضاً : «
ليت شعري إلىٰ أي لجأ لجأوا ، وإلىٰ أي سنادٍ استندوا ، وعلى أيّ عمادٍ اعتمدوا ، وبأيّ عروةٍ تمسّكوا ، وعلىٰ أيّ
ذريةٍ قدّموا واحتنكوا ؟! ».
وللزهراء عليهاالسلام
مواقف اُخرىٰ في الدفاع عن الإمامة ، منها مارواه الجوهري عن الإمام محمد بن علي الباقر عليهالسلام
قال : «
إنّ عليّاً عليهالسلام
حمل فاطمة عليهاالسلام
علىٰ حمارٍ ، وسار بها ليلاً إلىٰ بيوت الأنصار ، يسألهم النصرة ، وتسألهم فاطمة عليهاالسلام
الانتصار له ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لهذا
الرجل ، لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به. فقال علي عليهالسلام
أكنت أترك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ميتاً في بيته لا أُجهزه ، وأخرج إلىٰ الناس أُنازعهم سلطانه ! وقالت فاطمة عليهاالسلام
: ما صنع أبو الحسن إلّا ما كان ينبغي له ، وصنعوا هم ما الله حسيبهم عليه »[١].
وخروج الزهراء عليهاالسلام ليلاً مع شدة اللوعة
التي تنتابها لفقد أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم
[١]
شرح ابن أبي الحديد ٦ : ١٣. والإمامة والسياسة / ابن قتيبة ١ : ١٢.
اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 205