اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 190
ترك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، لكنّ أبا بكر منعها وسدّ جميع السبل المؤدية إلىٰ استحقاقها ، حتىٰ ولو
كان إحساناً وتكرماً ، فلماذا إذن اتخذ هذا الموقف من بضعة المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم
؟
هذا السؤال الذي توقّف ابن أبي الحديد
عن الإجابة عليه آنفاً ، يحمل أكثر من إجابة تتضح في بيان أهداف السلطة من الاستيلاء علىٰ الإرث النبوي.
أهداف السلطة :
أقدمت السلطة علىٰ إلغاء امتياز
البيت الهاشمي بالموروث النبوي ، وذلك لتقوية مركزها السياسي ، والاستعانة
به في دعم الكيان السياسي للسلطة ، ولذا قال عمر لأبي بكر لمّا كتب بفدك
لفاطمة عليهاالسلام : ممّاذا تنفق
علىٰ المسلمين وقد حاربتك العرب [١] ؟
ولسلب القدرة الاقتصادية من أهل البيت عليهمالسلام التي
قد تمكّنهم من استعادة سلطانهم المسلوب ، وذلك بقطع الشريان الاقتصادي الذي يغذّي الخلافة الشرعية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
والمعارضة المتوقعة من بيت الزهراء عليهاالسلام
، والاطمئنان من أي حركة تستهدف الحكم.
ولو أغضينا عن تركة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في خيبر وبني النضير والمدينة وسهم ذي القربىٰ ، فإنّ فدك وحدها كان دخلها
أربعة وعشرين ألف دينار في كلِّ سنة ، في رواية الشيخ عبدالله بن حماد
الأنصاري ، وفي رواية غيره : سبعين ألف دينار [٢] ، وإنّها كانت تغلّ
في أيام عمر بن عبدالعزيز عشرة آلاف